واحدة من البدع التي اتحفتنا بها حوزة الفتنة هي قضية نزول المرجع الى الشارع وابتداع ما يسمى بالمرجعية الناطقة التي تعرف اسعار الخضروات والفواكه وتتكلم بلغتهم الدارجه ومصطلحاتهم الشائعة ، من قبيل ،( حبيبي ، اكل كركري ، ابو داعيك ) هذا المصطلحات والعبارات التي تدغدغ مشاعر البسطاء واصحاب البسطيات وتشعرهم بان المرجع يعيش يومياتهم ويعاني معانتهم ، اضافة الى الاستفاده من المجال الذي سمحت به السلطة البعثية لصعود هذه الشخصية المنبر واقامة صلاة الجمعة وارتداء الكفن والتحدث مع الناس بصورة مباشرة هذا الاسلوب تسبب بالحاق الضرر البالغ بالركيزة الاساسية لتحديد الاعلمية والمرجعية وهو الضوابط الشرعية من قبيل الرجوع الى اهل الخبرة لمعرفة وتشخيص مرجع التقليد ، فاستخدام اسلوب يحاكي الذهنية الشعبية والتحدث بمصلحاتهم والظهور الاعلامي دفع الالاف من الناس الى العدول من التقليد الشرعي والانخراط في التقليد الشعبي بعدما تاثروا بالظهور الاعلامي لهذه الشخصية واجتذبهم دعايتها وسحرتهم مصطلحاتها الشعبية وصدقوا مدعياتها وتفاعلوا مع دعواها من قبيل المناظره والناطقية .. فتبدل طريق التقليد لدى المتفاعلين مع تلك المرجعية الجديدة ، وباتوا لايعتمدون في التقليد على الرجوع الى هل الخبره بل الى اهل الخضرة !! ، واصبحوا يقلدون ويتبعون مرجع الطماطة بدلا من مرجع الفقاهة ! (وكأن اسعار الطماطة والبصل اصبحت من العلوم الدخيلة في استباط الحكم الشرعي جنبا الى علوم الفقه والاصول ، مع اننا نستخدم الطماطة والبصل لعمل (الزلاطة) ولم نكن نتصور انها ستستخدم في مجال الفقه وتحديد الاعلم !!! ، وهنا يتبادر الى ذهننا سوال هو اذا اردنا تطبيق هذه الاليه على المجالات الاخرى فيصبح على ضوء هذه النظرية اننا يجب ان نتاكد من الطبيب المشهور علميا الذي نراجعه للعلاج او اجراء عملية صعبة ، هل يعرف اسعار البصل والبطاطا قبل ان نسمح له باجراء العملية .. |