بينَ النَّخيلِ اضطجَعْنا
نشربُ الْقمرا
كأساً ،
تثاءبَ فيهِ الضَّوءُ وانتشرا
وفي دمي قاربٌ ،
مجذافُهُ ثملٌ
أضاعَ في موجِها العنوانَ ،
حينَ سرى
يقتاتُ غيظاً ،
وصَمْتُ البعدِ أرَّقَهُ،
وراعَهُ أفْقُ طيفٍ
ممطرٌ ، ليرى
لوحاً من العاجِ بكراً ،
يستفيضُ بهِ
شوقٌ ، يبدِّدُ خوفاً
يخرسُ الوَتَرا
وسالَ شوقٌ، وشوقٌ
سالَ ، فانطلقا
ساقاً بساقٍ ، ومعسولُ
الرِّضابِ جرى ،
يسقي النُّفوسَ ملاذاً ،
فانطوى فَزَعٌ
بقبلةٍ ، ناشدَتْ
قلبينِ ، فانفطرا
عيداً تباركُهُ الأجرامُ سابحةً،
بطهرِ أفلاكِهِ تلهو ،
فقَدْ عبرا
طورَ الوجودِ براياتٍ ملوَّنـَةٍ ،
تهتزُّ نصراً
فدَبَّ الشَّرُّ مُعْتَذِرا
يرى الفراشاتِ أرزاءً،
ويُحْزنُهُ
طيرٌ يغازلُ طيراً ، بالهدى سَكَرا
فلا أظنُّ
أيا تلكَ التي شَرَفاً
فارقْتُها ،
سوفَ أرسو ، أهتدي ،
وأرى
عروشَ كَرْمٍ ،
رسولُ الصَّبرِ يأسرُها ،
ولستُ أدري إذا
ما افترَّ صبحُ قرى
ما غابَ أمْسُكِ عنّي ،
فالسبيلُ ، إلى
من لسْتُ أهواهُ ،
كُفْرٌ ،
معشرَ الشُّعَرا
*******
البصرة في أيلول، 2009
|