العقيدة: الخريطة التي تغير كل شيء

 نصوص كانت متعددة؛ مرة كان قلمها منحنيًا، ومرة يحمل ترنيمات الهدوء، ومرة يجمع بين الاثنين. قلم فكري وقلم روحي، لم يكن قلمًا واحدًا فحسب - حاشاه -. الآن، نستطيع القول إن القلم يسعى لإيجاد مسارات الحقائق، لا يريد الاكتفاء بما هو هش وضعيف. يعلم أن العقل قوة مؤثرة في الساحة، ويعلم أيضًا أن ما عداه قد لا يبني عقيدة ولا يسمح لبنية الإنسان بالاكتمال. إنه لمن لم يجرد نفسه ويَمِلْ نحو العقل وما يثري القيمة، ستقتله التقاليد حيًا. جئنا يا مهدي، وأخذنا بريقًا لامعًا من سفينتك. أدركنا أن من يريد ركوبها أولًا يجب أن يكون مهيأً، وإلا سيسقط عند الركوب أو ربما لا يركب أصلًا. سفينتنا تتطلب قوة فكر، وقبلها روحًا ميالة إلى العقل بعيدة عن سواه. سفينتنا تحتاج كتبًا عقائدية، محاضرات عقائدية. لا تتطلب فقط ثوابت تقليدية وإهدار وقت تقليدي، بل تتطلب روحًا، والروح لا سبيل لها سوى العقيدة.

العقيدة هي كل شيء؛ هي المحرك لكل سعي، لكل قول وفعل. تجعلك تعمل وتدرس بمنظور آخر، لأنك حددت موقعك على خريطة الوجود انطلاقًا منها.

عرفتَ من أين، وفي أين، وإلى أين. العقيدة هي كل شيء لك في الأرض، بل وكل شيء لك في السماء. منها تنبثق الفكر والروح والنفس، ومن ثم ترجمان القول والفعل. أصلًا، كل خمول، كل كسل، كل ضعف، كل إهدار للوقت، كل ذنب، كل خطأ، كل مشكلة باطنية أو ظاهرية، بسبب ضعف العقيدة. لأن العقيدة تحدد خارطتك بكل سلاسة، وأنت سائر، متكلم، فعّال، تكون كل ترجماتك الفكرية والقلبية والنفسية والروحية والسمعية والبصرية، بل وكل الجسد، تابعة لتلك العقيدة المترسخة فيك، وكل ما فيك مترجم لها.


مفاهيم رئيسية حول العقيدة عند السيد محمد باقِر الصدر:

_دور العقيدة في حياة الإنسان: تمنح العقيدة الإنسان هدفًا أسمى في الحياة، وهو السعي نحو المطلق، وهذا ما يوفر له الدافع والحافز للعمل والسعي نحو التكامل. العقيدة كمقياس أخلاقي.

_التجديد العلمي للعقيدة: استخدم الصدر مناهج علمية كالاستقراء في محاولة لربط العقيدة بالعقل والعلم، لكي يكون الإيمان قوة دافعة تتناغم مع فكر العصر.

الأهم أن يختار كل منا المعممين الثقات الذين يرسخون فينا عقيدة، لا الذين يتحدثون كثيرًا بالعاطفة، فالعاطفة لا تصنع العقيدة. في مذهبنا عباقرة في العقيدة أمثال السيد محمد باقِر الصدر، والسيد محمد محمد صادق الصدر، والشيخ زمان الحسناوي، والشيخ أحمد سلمان، والسادة من آل المدرسي. محاضراتهم وكتبهم بليغة الأثر، لا سيما أن يختار كل منا ما يناسب مستواه من المحاضرات والكتب. بمعنى أنه يسأل ويستفسر، وعادة ما يوجد الكثير من المصادر حول هذا الأمر، مثل تطبيق المجيب والمحاضرات التي تنوّه عن الكتب المناسبة في العقيدة.

العقيدة.jpg