وصول ركب السبايا ورأس الحسين "عليه السلام" إلى الشام
حين دخلت زينب الشام، خر العرش على وجهه وسقطت التيجان.
أَسَرَتْ جُنُودُ الغَدْرِ رَحْلَ الفَرْقَدِ
فَتَنَهَّدَتْ أَوْجَاعُ آلِ مُحَمَّدِ
وَتَكَاثَرَتْ فِي الشَّامِ كُلُّ جِرَاحِهَا
وَتَهَطَّلَتْ قَسْرًا دُمُوعُ تَجَلُّدِ
يَا حُجَّةَ الرَّحْمَـٰنِ وَالحَبْلُ الَّذِي
فِي الجِيدِ يَحْكِي مَا جَنَاهُ المُعْتَدِي
لَهَبُ المُصَابِ وَوَقْفَةُ الأَيْتَامِ تَفْـ (م)
ــجَعُ فِي المَجَالِسِ وَالبَنَاتِ الخُرَّدِ
صَوْتُ الرَّزِيَّةِ فِي المَدَى يُنْبِي بِأَنْـ (م)
ـنَ السَّوْطَ فِي الدِّيوَانِ حِقْدًا يَرْتَدي
فَسَلِ التُّرَابَ وَشَهْقَةَ الجُدْرَانِ فِي
أَعْتَابِ ذَاكَ القَصْرِ وَالزَّمَنِ الرَّدِي
رَأْسُ الحُسَينِ وَهَامَةُ العَبَّاسِ فِي
طَسْتٍ وَتُنْكَثُ بِالقَضِيبِ وَبِاليَدِ
وَالكَوْنُ أَنْصَتَ لِلدُّمُوعِ وَحَالُهُ
صَمْتٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ لَمْ يُنْجِدِ
وَالمَوْقِفُ الخَجْلَانُ يَصْرُخُ فِي الدُّجَى
وَبِهِ اعْتِرَافٌ عِنْدَ نَاصِيَةِ الغَدِ
فَإِذَا أَتَيْتَ تَنَفَّسَتْ رُوحُ الإِبَا
تَهْتَزُّ أَلْوِيَةُ الفِدَا بِتَعَهُّدِ
(معركة صفين)
رفعوا المصاحف، فانخفضت البصائر، وولي الله يدعوهم صرخ وهم يولون...
رَفَعُوا المَصَاحِفَ حِيلَةً وَاللهُ يَشْهَدْ
صَاحُوا بِـ"حُكْمِ اللهِ" وَالشَّيْطَانُ عَرْبَدْ
وتَحَوَّلَ المَعْنَى انْقِلَابًا إِذْ غَدَتْ
سُبُلُ الهُدَى تُطْفَى وَنَارُ الجَهْلِ تُوقَدْ
الحَقُّ أَصْبَحَ فِي العُيُونِ مُدَنَّسًا
وَالزُّورُ فَوقَ مَنَابِرِ الفَتْوَى يُردَّدْ
وَتَخَاذَلُوا... بَاعُوا الضَّمَائِرَ بَعْدَمَا
نَحَرُوا الحَقِيقَةَ وَارْتَضَوا صَمْتًا مُمَرَّدْ
مَا بَيْنَ أَسْيَافِ الخَدِيعَةِ مَكْرُهُمْ
وَبِهِ التَّآمُرُ فِي الدُّجَى يُخْفَى وَيُرْصَدْ
للهِ صَبْرُ المُرْتَضَى، وَالطَّعْنُ فِي
أَمْرِ السَّمَا... وَالنَّاسُ تُبْصِرُهُ وَتَشْهَدْ
(شهادة زيد بن علي "رض")
خرج وفي جبينه شعاع كربلاء،
شعاره "يا منصور أمت" صعدَ بالسيف، خذلوه! صلبوه،
فرفع الله شأنه...
لَا مَا خَضَعْتَ لِحُكْمِ هَاشِمَ أَوْ يَزِيدْ
وَرَفَعْتَ رَايَةَ ثَائِرٍ فَذٍّ فَرِيدْ
عَلَمٌ "لِثَارَاتِ الحُسَينِ" أَقَمْتَهُ
وَرَفَضْتَ ذُلًّا أَوْ مُقَايَضَةَ العَبِيدْ
وَنَهَضْتَ "يَا مَنْصُورُ" كَانَتْ بَصْمَةً
لِلثَّائِرِينَ وَعَنْ سَبِيلِكَ لَا تَحِيدْ
بَيْنَ المَمَاتِ وَبَيْنَ صَلْبِكَ غُصَّةٌ
تُرْوَى عَلَى الأَزْمَانِ يَا زَيْدُ الشَّهِيدْ
(وفاة رقية بنت الحسين "عليهما السلام")
صاحت: "أبتاه!" فاستيقظت الخرابة
غفت بحِجر الرأس، فنشر الكفن شراعه...
تَغْفُو الطُّفُولَةُ وَالدُّمُوعُ ثَوَائِرُ
فِي خَدِّهَا وَالحُزْنُ لَيْسَ يُغَادِرُ
سَجَدَتْ رُقَيَّةُ فَوْقَ رَأْسِ عَزِيزِهَا
تَرْوِي الحِكَايَةَ بِالسُّكُونِ تُجَاهِرُ
وَتَصَاعَدَتْ نَبَضَاتُهَا نَحْوَ العُلَى
فَتَلَقَّفَتْهَا رَحْمَةٌ وَنَوَاظِرُ
وَهُنَا الخَرَابَةُ لِلفَجَائِعِ مَهَّدَتْ
قَبْرًا عَلَى أَوْجَاعِهَا يَتَآمَرُ
الرِّيحُ تَسْأَلُ عَنْ يَتِيمَةِ حَيْدَرٍ
وَالدَّهْرُ مِنْ وَأْدِ الطُّفُولَةِ حَائِرُ
(... مولد الإمام الكاظم "عليه السلام".)
في ليل بهي، استودعت السماء الأرض سرّا عظيما،
تشعشع الضوء من دهشة الغيب، وابتسم التاريخ مرحبا به.
قَدْ أَشْرَقَ المِيلَادُ فِي الأَبْوَاءِ
وَتَبَلَّجَ المَلَكُوتُ فِي الأَرْجَاءِ
وَاهْتَزَّ قَلْبُ الكَوْنِ بُشِّرَ مُذْ أَتَى
شِبْهُ الكَلِيمِ بِطَلْعَةٍ نَوْرَاءِ
نَجْمٌ وَنَادَتْ بِاسْمِهِ الأَفْلاكُ يَا
"مُوسَى"، فَشَعْشَعَ ضَوؤُهُ لِلرَّائِي
فَاضَتْ عَلَى كَفَّيْهِ أَسْرَارُ السَّمَا
سُرَّ السُّرُورُ بِسَابِعِ الأُمَنَاءِ
هُوَ سَادِنُ البَرَكَاتِ فِي مِحْرَابِهِ
بَابُ العُبُورِ إِلَى ذُرَا العَلْيَاءِ
يَتَدَفَّقُ النُّورُ المُقَدَّسُ حَوْلَهُ
طِيبٌ وَيَعْبَقُ مِنْ ذُرَا العَليَاءِ
"مُوسَى" وَفِي أَحْدَاقِهِ أَسْرَارُ مَنْ
أَسْرَى بِهِ الرَّحْمَـٰنُ فِي الإِسْرَاءِ
( شهادة الإمام الحسن "عليه السلام")
حاربوه حيا حتى نزفت مهجته دماءها، ابتلت الأرض بدموع السماء.
أغمض عينيه، فحاربوه محمولا، وحمل الصبر إلى جنته،
وترك للعالم ذكرى الحلم المسلوب...
يَا ابْنَ النُّبُوَّةِ وَالإِمَامَةِ وَالسُّنَنْ
وَالنُّورَ إِنْ خَفَتَتْ مَصَابِيحُ الزَّمَن
يَا ابْنَ المَثَانِي وَالمَوَاعِظِ وَالحِجَى
حَقًّا وَإِنْ خَانَتْكَ أَمْوَاجُ المِحَنْ
يَا نَبْضَ أَرْوَاحِ السَّمَاوَاتِ الَّتِي
"تَبْكِيكَ فِي غَسَقِ البَقِيعِ أَيَا "حَسَن
آذَوْكَ بِالخِذْلَانِ فِي زَمَنِ الجُحُو (م)
دِ بِذَاكَ أُرْهِقَتِ الشَّرِيعَةُ بِالفِتَن
هَلْ كَانَ ذَنْبُكَ أَنَّكَ ابْنُ مُحَمَّدٍ
حَتَّى السِّهَامُ تَفُتُّ نَعْشَكَ وَالكَفَنْ؟
يَبْكِي البَقِيعُ وَلَيْسَ يَهْدَأُ حُزْنُهُ
إِلَّا إِذَا ظَهَرَ المُجَدِّدُ فِي العَلَن
وَأَتَى يُشَيِّدُ فَوْقَ قَبْرِكَ قُبَّةً
نَوْرَاءَ تَرْمَحُ فِي الظَّلَامِ بِلَا وَهَنْ
( وفاة سلمان المحمدي "رض")
قطع الزمكان بنور الإيمان....
قطع مسافات البصيرة، وصدى الحق يرافقه حتى آخر شهقة.
سَلِ الدَّهْرَ عَنْ فَارِسِيٍّ وَقُورِ
جَلِيلِ المَكَانَةِ، عَبْدٍ حَصُورْ
إِذَا قَامَ فِي اللَّيْلِ شَقَّ الدُّجَى
بِصَوتٍ حَزِينٍ لِرَبٍّ غَفُورْ
تَسَامَى، وَرُوحُ الهُدَى قَدْ تَجَلَّتْ
لَهُ، وَاسْتَقَامَتْ بُحُبِّ الأَمِيرْ
وَسَيَّرَهَا النُّورُ فِي مُقْلَتَيهِ
فَأَزْهَرَ وَجْهُ الزَّمَانِ الكَسِيرْ
وَسَلْمَانُ "مِنَّا"… حَدِيثُ اليَقِينِ
يُسَطِّرُهُ المُصْطَفَى لِلدُّهُورْ
عَلَا الفُلْكَ، وَالنَّاسُ مَا بَيْنَ
شَطٍّ يُصَافِحُهُ، أَوْ غَرِيقِ الغَرُورْ
تَوَضَّأَ بِالزُّهْدِ، للهِ صَلَّى
وَحَارَبَ فِي اللهِ ظُلْمًا وَجَورْ
وَأَخْلَصَ لِلآلِ فِي الحُبِّ صِدْقًا
وَأَسَّسَ بِالصَّبْرِ صَحْوَ الضَّمِيرْ
فَفَازَ بِدُنْيَا، وَفَازَ بِأُخْرَى
وَعَانَقَ فِي الخُلْدِ سِرَّ الحُضُورْ
***
(. شهادة عمار بن ياسر "رض")
صوت الحق لا يموت، نبوءة على درب الشهادة "تقتلك الفئة الباغية"
ويبقى أثرك خالد لا يزول.
تَجُرُّ المَنَايَا خُطىً وَاعِيَة
بِيَومٍ بِهِ تَكْثُرُ النَّاعِيَة
وفِيهِ دَلِيلٌ لِحَقٍّ جَلِيٍّ
شَهِيدٌ بِمَعْرَكَةٍ ضَارِيَة
حَدِيثُ النَّبِيِّ بِهِ قَالَهُ
سَـ "تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةْ"
( معركة النهروان)
مخرت عقول الخوارج في الضلال، زمجر فيهم سيف الله فأخرسهم...
يَا سَيْفَ أَحْمَدَ، يَا صِرَاطَ المُتَّقِين
ضَاقَتْ بِكَ الأَعْدَاءُ مِنْ جَهْلٍ مُبِين
نَصَبَ الخَوَارِجُ لِلعَدَاوَةِ رَايَةً
نَكْرَاءَ يُشْعِلُ نَارَهَا حِقْدٌ دَفِين
فِي النَّهْرَوَانِ صَدَى حُسَامِكَ صَائِلٌ
بِاسْمِ العَقِيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ لَا يَلِين
وَبِهِ البَوَاسِلُ شَطَّرَتْ أَوْصَالَهَا
وَتَفَرَّتِ الأَكْبَادُ وَالحَبْلُ الوَتِين
وَسَقَيْتَهُمْ كَأْسَ المَنِيَّةِ بَعْدَمَا
فَقَدُوا بِصَفْقَةِ خَاسِرٍ دُنْيَا وَدِين
**
( شهادة الإمام الرضا "عليه السلام")
غريب مضى... والقلب في طوس ما زال ينتحب.
سُقي السم، فارتوى الزمان حزنًا،
وتيتّمت الأرض من بعده...
دَمْعَةٌ سَالَتْ عَلَى خَدِّ الفَلَكْ
وَامْتَطَتْ صَهْوَةَ حُزْنٍ فِي الحُلَكْ
غَابَ وَهْجُ النُّورِ فِي طُوسٍ فَذَا
ثَامِنُ الأَطْهَارِ للهِ سَلَكْ
فَبَكَى الأُنْسُ بَكَى الجِنُّ بَكَى الـ (م)
ـعَرْشُ وَاللَّوْحُ... بَكَتْ عَيْنُ المَلَكْ
وَبَكَى الدِّينُ بَكَى الدَّهْرُ بَكَى
العَالَمُ العُلْوِيُّ وَالكَوْنُ ارْتَبَكْ
عَظَّمَ اللهُ لَكِ الأَجْرَ أَيَا
فَاطِمَ الزَّهْرَا بِرُزْءٍ زَلْزَلَكْ
يَعْلَمُ الرَّحْمَـٰنُ أَنَّ السُّمَّ فِي
كَأْسِ مَوْلانَا الرِّضَا قَدِ قَتَلَك
وَسَيَبْقَى الدَّهْرُ يَرْجُو طَلْعَةً
تَطْلُبُ الثَّارَاتِ لِلآلِ وَلَك
______________________
١٨/صفر وفاة أويس القريني "رض"
ما بين اليمن وصفين سافر عاشقا
رأى الطريق بوضوح ففاز بالشهادة...
أَضَاءَ الذِّكْرُ يَا قَرَنِيُّ جَفْنِي
وَتَاهَ الفِكْرُ فِي وَهَجِ التَّمَنِّي
زَرَعْتَ الرُّوحَ فِي مِحْرَابِ عِشْقٍ
وَكَانَ الوَجْدُ مِنْ قَدْرِي وَشَأْنِي
أُوَيْسٌ وَالنَّبِيُّ إِلَيْكَ أَعْطَى الـ (م)
ـبِشَارَةَ بِالصَّرِيحِ وَلَمْ يُكَنِّي
أَلَا فَانْظُرْ لِقَلْبٍ مِنْكَ يَرْجُو الـ (م)
ـشَّفَاعَةَ إِنْ مَشَى للهِ ضَعْنِي
______________________
١٩/ صفر ليلة أربعين الإمام الحسين "عليه السلام"
خطى الزائرون المهيبة يحملون الشجون
وأربعون والوجد ينادي (يا حسين)، فيرددها الكون معهم...
رجعتِ الرؤوسُ إِلى مواطنها،
لكنّ القلوب… ما عادت.
الحُزْنُ وَالدَّمْعُ فِي عُشَّاقِكَ احْتَدَمَا
فِي الأَرْبَعِينَ سَوَادُ النَّاسِ وَالعُلَمَا
تَمْشِي إِلَيْكَ بِهَا الأَرْوَاحُ مَحْضَ ظَمَا
(أَيُّ المَحَاجِرِ لَا تَبْكِي عَلَيْكَ دَمَا
أَبْكَيْتَ وَاللَّهِ حَتَّى مِحْجَرَ الحَجَرِ)
______________________
٢٠/صفر أربعين الإمام الحسين "عليه السلام"
دموع الكون لا تكفي لتروي طريق الأربعين
لحظة وصال ينتظرها قلب كل مؤمن ليلتقي بالشهيد...
زَحْفًا أتَيْنَا بِلا خَوفٍ بِلا حَذَرِ
كَسَيلِ نَهْرٍ جَرَى فِي صُورَةِ البَشَرِ
صَوْتُ العَقِيلَةِ يَدْعُونَا إِلَى السَّفَرِ
(قُمْ جَدِّدِ الحُزْنَ فِي العِشْرِينَ مِنْ صَفَرِ
فَفِيهِ رُدَّتْ رُؤُوسُ الآلِ لِلحُفَرِ)..
الدَّمْعُ جَمْرٌ وَذِي الأَحْزَانُ تَحْتَدِمُ
إذْ بِالرُّؤُوسِ مِنَ الشَّامَاتِ قَدْ قَدَمُوا
بِأيِّ ذَنْبٍ وَحَقِّ اللهِ قَدْ ظُلِمُوا
(آلُ النَّبِيِّ الَّتِي حَلَّتْ دِمَاؤُهُمُ
فِي دِينِ قَوْمٍ جَمِيعُ الكُفْرِ مِنْهُ بَرِي)
______________________
٢٨/صفر شهادة النبي "صلى الله عليه وآله"
ما أن فاضت روح النبي، حتى غابت الشمس، وصمت الكون حزنًا...
رَحَـلَ النُّـورُ الَّـذي مِـنْ فَـيْضِهِ الـكَوْنُ ابْتَدَا
وَبَكَى فَجْرُ الهُدَى فَالدِّينُ مَـذْبُوحُ الصَّدَى
وَتَهَاوَى الحُزْنُ فِي الأَفْلَاكِ جُرْحًا سَرْمَدَا
قُبِضَ المُخْتَارُ… ضُجُّوا بِبُكَاءٍ وَنَحِيب
ذَاكَ طَـٰهَ، سِرُّ سِرِّ اللهِ، خَيْرُ الرُّسْلِ
فَاضَ مِنْ كَفِّ السَّمَا قَبْلَ ابْتَدَاءِ الأَزَلِ
أَنْزَلَ الرَّحْمَةَ لِلأَكْوَانِ وَالفَضْلَ الجَلِي
فَإِذَا غَابَ فَدِينُ اللهِ بِالوَجْدُ أُصِيب
أُطْفِئَتْ شَمْسُ السَّمَا مَا إِنْ رَقَى لِلخَالِقِ
وَاسْتَحَالَ الصُّبْحُ لَيْلًا وَهَوَى فِي الغَاسِقِ
وَالعَزَا فِي كُلِّ رُكْنٍ بِالمُصَابِ الصَّاعِقِ
فَبَكَتْهُ الأَرْضُ وَالعَلْيَاءُ وَالكَوْنُ الرَّحِيب
______________________
٢٩/صفر إسقاط الزهراء "عليها السلام"
غاص الحزن في أعماق الوجدان، حين نادت يا فضة أدركيني.
مُتَوَجِّعٌ قَلْبِي عَلَى خَيْرِ النِّسَا
وَالفِكْرُ حَثَّ بِرَغْمِ كُرْبَتِهِ الخُطَى
صَوْبَ المَدِينَةِ لِلنَّبِيِّ لِبُقْعَةٍ
فِيهَا جَنِينٌ لِلرِّسَالَةِ أُسْقِطَا
بَابٌ وَدَسْرٌ وَاللَّهِيبُ وَصَرْخَةُ الـ (م)
ـزَّهْرَا وَسَوطٌ بِالجُحُودِ تَسَلَّطَا
وَالأَحْمَرُ القَانِي يَسِيلُ عَلَى الثَّرَى
وَالجُرْحُ فِي صَدْرِ البَتُولَةِ قَدْ سَطَا
للهِ صَبْرُكَ يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ
أَيَطُولُ حَلْمُكَ بَعْدَ أَنْ كُشِفَ الغِطَا
______________________
