ينشأ ماء الينابيع من مصادر طبيعية تحت الارض، حيث يتكون ماء الينبوع من الامطار والمياه الجوفية واثناء تخلل المياه الامطار للأرض الرملية الى طبقات تحت الارض تمر على طبقات من الصخور المختلفة وبذلك تترشح وتخلو من الشوائب، كما تكتسب بعض املاح العناصر النزرية واملاح معدنية تضفي على الماء طعما مميزا ويكون لها مفعولا حيويا ، والعجيب في مياه الينابيع انها تكون صالحة للشرب مباشرة ولا تحتاج الى معالجة كيميائية ولا الى تصفية قبل شربها فهي مياه خزنها ربنا في طبقات الارض المصمتة وهيئ لها ما يحميها من الفساد واخرجها صالحة للشرب بطبيعتها(١)
وقد تستخدم في الزراعة اذا ما توفرت في كميات كبيرة وقد كان بالإمكان ان يتسرب الماء من طبقات القشر الأرضية الى الطبقات العميقة في باطن الارض فيغور فيها فلا نستطيع له طلبا ولكن الله حفظه (٢)
ولقد تأكد للعلماء ان الماء المخزون في صخور القشرية الأرضية والذي قد يخرج احيانا على هيئة ابار او ينابيع تتفجر بفعل الضغط الداخلي كله من ماء المطر المصفى المخزون (٣)
الخالق سبحانه بعلمه وحكمته وقدرته جعل طبقات صخور القشر الأرضية تتباين في مساميتها وقدرتها على حفظ الماء وانفاذه، بعض صخور القشرة الأرضية عالية المسامية عالية النفاذية (٤)
هو يصطاد الماء فيتسرب من خلاله ليتحرك مع ميل تلك الطبقات حيث ينحصر في طبقات مصممة ليتجمع فيها ،يكون مخزونا مائيا هائلا ونجد من رحمة الله ان كل مخزون مائي محاط من اسفله واعلاه بطبقة عازلة، والسؤال الذي يفرض نفسه من الذي هيا طبقات الارض بهذه الدقة الفائقة حتى يكون بعض مكوناتها قابلا لخزن الماء والبعض الاخر قابلا لحماية هذا الماء المخزون في خزانات ارضية يرسل بعضها من المتر المكعب الى ارقام خيالية في الحجم هذا وان اغلب البلاد التي لا توجد بها انهار قد هيا لها ربنا مخازن جوفية طبيعية لماء المطر حفظا وتنقية واسالة فيكون صالحا للشرب والري، وفي البلاد الأوروبية قد تعالج مياه الينابيع بخفض نسبة الحديد او المنجنيز او مركبات الكبريت التي قد تكون نسبها زائدة الى حد ما ، ولكن بحيث تبقى خواص ماء الينبوع تقريبا على طبيعتها ، ومن خلال حديثنا السابق عن انسيابيه الماء وعن دور الجبال في تخزين المياه وتنشئة الانهار وتوليد ضغط الماء اللازم لتكوين الينابيع في الارض تبين لنا ان هناك نظاما ربانيا هندس عملية الري ليسعد بها البشر والشجر وسائر الاحياء على مدى تلك الاحقاب من عمر الدنيا بإمدادها بالماء على اختلاف مواقعها وان هذه المنظومات من الري هي بمثابة عملية توصيل مجاني الى الكائنات الحية وهي لا تزال فعالة بجدارة الى يوم الناس هذا حيث تتنوع طرق الايصال في هذه المنظومة بين النهر ونبع وابار سطحيه وابار ارتوازية (٥)
وتعرف البئر الارتوازية، بانها بئر يتفجر منها الماء تلقائيا وذلك من خلال تشرب مياه الامطار الى باطن الارض عبر الفجوات الأرضية حيث تتجمع المياه بشكل مضغوط في طبقات الارض فاذا تسربت المياه وانحصرت بين طبقتين لا ينفذان الماء مطلقا فلا يستطيع الصعود او نزول لأنه محصور بينهما تراكمت على ابعاد شاشة من البحيرة التي تسربت منها وعندما يقوم الانسان بثقب اي جهة من جهاد تلك الطبقة وتصادف ان الماء متجمع تحتها انفجر منها ونبع الى فوق الى بعد امتار محدودة بقدر سطح البحيرة التي نشا منها بلا مضخة ولا سحب (٦)
ومثله في الخروج بلا حاجة الى رفع او وسيلة ضخمة النبع ويعرف بانه نقطة تدفق المياه الجوفية خارج الارض من جهة تقاطع مستواها مع مستوى سطح الارض ومن امثلة هذه الظاهرة بئر زمزم بمكة المكرمة الذي نضع على اثر فحص غلام برجله هو اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام في حادثة تاريخية معروفة فنضع الماء من تحت اقدام الغلام الملتاع عطشا فنشأ اول ما نشأ نبعا ثم تحول بمرور الايام والحوادث الى بئر حصلت في مرحلة لاحقة بعد اندثرت العين وخفى اثرها تحتقرها عبد المطلب ذا النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ، من جديد على اثر هاتف دلة على موضع الحفر فكانت البئر القائمة بارض فاران الى يومنا هذا وهو اشهر بئر على وجود الارض لمكانته الروحية المتميزة، يعود تاريخ تدفق مياه بئر زمزم الى زمن اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام حيث ذكرت المصادر التاريخية ان قدوم اسماعيل الى مكة كان سنة مولده اي عام 1910 قبل الميلاد تقريبا فيها ظهرت عين زمزم وبيننا وبين ظهور زمزم بالتقويم الهجري اربع الاف سنة تقريبا وتقع البئر الان شرق الكعبة المشرفة على بعد 21 مترا في صحن المطاف بالمسجد الحرام على عمق 31 متر وهو اية من آيات الله الباهرة حدوثا وبقاء واستمرارا اولا من جهة انها تدفقت في ارض طفل لا ماء فيها ولا زرع (٧)
وثانيا ان الماء العذب يفيض منه منذ الاف السنين دون ان يجف البئر او ينقص حجم المياه فيه وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء اثناء توسعه الحرم المكي والتشغيل مضخات ضخمة لشفط المياه من بئر زمزم ليتمكنوا من رفع الاساسات حيث وجدوا ان غزارة المياه المسحوبة قابلها فيضان مستمر في الماء يفور ويمر كانه امواج البحر ويصف المهندس يحيى كوشك (٨)
مصادر مياه بئر زمزم وفق التحديد الذي قام به مع الفريق العلمي الذي كان يترأسه عام 1400 هـ ونشر نتائجه في كتابه( زمزم )بقوله المصدر الرئيسي فتحة تحت الحجر الاسود مباشرة وطولها 45 سنتيم وارتفاعها 30 سنتيم ويتدفق منها القدر الاكبر من المياه واضاف اعتقد ان السر يكمن في النبع الاساسي للبئر فأي مياه تنبع من هذا المكان تكتسب خاصية ماء زمزم والغريب في الموضوع ان هناك بئر اخر في الحرم اسمه بئر( الداؤدية) وكان موجودا عند باب ابراهيم ويبعد في حدود 120 متر عن بئر زمزم لكن نتائج تحليل مياهه تختلف تماما عن تركيبة ماء زمزم وهي النتيجة ذاتها التي توصلت اليها عند التحليل مياه عين زبيدة ايضا وقد اثبت الدكتور محمد عزت المهدي استاذ الجيولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس من خلال دراسة عندها انما زمزم لا يخضع للقواعد والمعايير الطبيعية وان به تركيبات ربانية لم يعرف احد بعد اسرارها واشارة الدراسة الى بعض خصوصيات ماء زمزم حيث انه لا يتعفن ولا يتعفن ولا يتغير طعمه ولونه رائحته فهو مثل عسل النحل الذي لا يتأثر بتعرضه للجو على خلاف ما يحدث في جميع انواع المياه مثل مياه الانهار والبحار والامطار والمياه الجوفية ويرجع ذلك الى غياب نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات فيها لزيادة تعدنه التي تراوحت ما بين٥؛٤ :٢٨''٢جم/لتر وكذلك لنوعية المكونات الكيميائية المسببة لتعدنه وتشير الدراسة الى انه على الرغم من زيادة الاملاح الكلية لماء زمزم فانه حلو الطعم، الشارب لهذا الماء لا يشعر بهذه الملوحة العالية على الرغم من ان الكم نفسه من هذه الاملاح لو وجد في اي ماء اخر او لو تم تصنيع مياه معدنية بالمواصفات نفسها كما حاول البعض عبثا لما استطاع احد ان يشربها وهذا احد اسرار الاعجاز الالهي في هذا الماء حيث يحوي نسبه من ١٨:١٧%
كلوريد الصوديوم والذي يعطي الاحساس بالملوحة وهي نسبة تقارب النسبة المئوية للملوحة في الماء العذب، في ماء النيل توجد ١٥:١٤/نسبه ملوحة وبرغم موضوع الفارق بين نسبة الملوحة في ماء النيل وماء زمزم فان الاخير يبقى دائما حلوا ولا يشعر الشارب باي ملوحة كما اشارت الدراسة الى انه برغم جهود المسؤولين لتوفير ماء زمزم ومعالجته خصوصا في مكة والمدينة فان هذه المعالجات التي تحدث لا تؤثر على الخواص الكيميائية ماء زمزم المبارك (٩)
ومن ما يؤكد خصوصية ماء زمزم ان بئره التي لم تنضب ابدا منذ ظهر للوجود لا تزاد تحتفظ بنسب مكوناته بنفسها من الاملاح والمعادن حتى يومنا هذا ،اضافة الى ما ثبت بالتجربة وتحقق تأثيره في سدة الجوع والعطش واثره في شفاء الامراض ،صحيح ان ماء زمزم كغيره من المياه يتكون من اتحاد ذرتي هيدروجين وذرة اكسجين لكن ذلك لا يرد بحال خصوصية ماء زمزم عن سائر المياه وذلك لان هذا الكلام خاص بالتركيب الكيميائي الاساسي لجزيئات الماء ولكن خصوصية ماء زمزم متميزة في احتوائه كما ذكرنا سابقا على تركيزات عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم والمعادن الاخرى ومن ثم فهي مياه غنية جدا بالمعادن اذ تحتوي على 2000 ملجم من الاملاح المعدنية في اللتر الواحد ناهيك عن ان هذا الماء لا يتعفن ولا يتعطن ولا يتغير طعمه او لونه او رائحته، وهذا ما اثبته العلم الحديث ولنا ان نتساءل هل توجد مياه على ظهر الارض بهذه الخصائص الفريدة، لا شك ان الإجابة بالنفي القطعي يؤكد هذا علماء غربيون فها هو العالم الياباني (ماساروا ايموتو) رئيس معهد هادو للبحوث العلمية بطوكيو ومؤسس نظرية التبلور ذرات الماء يكشف عن خصائص اعجازية لماء زمزم المبارك فقد اجرى عليه عدة تجارب باستخدام تقنية النانو تكنولوجي توصل من خلالها انما زمزم تريد ومتميز ولا يشبه في بلوراته اي نوع من المياه في العالم ايا كان مصدرها كما اشار الا ان كل الدراسات في المختبرات والمعامل لم تستطع ان تغير خاصية لهذا الماء وهو امر لم تستطع معرفته حتى الان كما ان بلورات الماء الناتجة بعد التكرير تعطي اشكالا رائعة لذلك لا يمكن ان يكون هذا الماء عاديا ،وقد قام البروفيسور الالماني كنود فايبر بأجراء تجاربه على مياه ميونخ ،ومياه زمزم في التوصل الى ان مياه ميونخ نقية جدا في تركيبها الكيمياوي اي انها خالية من البكتيريا والشوائب ولكن التأثير سيء على مجال الطاقة فهي تدمر مجال الطاقة في جسم الانسان بينما وجد ان مياه زمزم تؤدي الى زيادة مستويات الطاقة في الجسم بصورة كبيرة بعد 20 دقيقة من شربها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ )الحجر 22 وقوله( وما انتم له بخازنين )يحتمل ان يكون المراد أي وما أنتم له بحافظين ، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معينا وينابيع في الأرض ولو شاء الله تعالى لأغاره وذهب به ولكن من رحمته انزله وجعله عذبا وحفظه في العيون والابار والانهار وغير ذلك ، ليبقى لهم في طوال السنة يشربون ويسقون انعامهم وزروعهم وثمارهم
&&
(2) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا )الكهف 41
***
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ) الملك 30
&&&&
(3) وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ)يس34
&&
(4)مسام الصخر: مساحة الفراغ الموجودة بين حبيباته ، والنفاذية : سهولة مرور السوائل والغازات في هذا الصخر
&&&
(5)َلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ )الزمر21
***
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) المؤمنون 18
***
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا( النازعات31
&&&
(6) رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ابراهيم 37وهذا توثيق قرآني لطبيعة المنطقة التي نبع فيها ماء زمزم وجغرافيتها
&&&
(7)
الدكتور يحيى حمزة كوشك دكتوراه في العلوم الهندسية 1988 م وله دراسة حول خصائص ماء زمزم ومنابعه وتاريخه وهو اول من غاص في بئر زمزم بالمعدات الحديثة وترأس فريق تنظيف البئر عام 1399 هـ اي قبل اربعة عقود تقريبا
&&
(8) ثبت علميا؛ محمد كامل عبد الصمد الدار المصرية اللبنانية القاهرة ط٤١٤٣٠هجريةج٥ص١١٣ـ١١٤
&&
(9)انظر الاعجاز في ماء زمزم؛ قسطاس ابراهيم النعيمي؛ بحث منشور موقع جامعة الايمان ٠٠٠ انت تسال والشيخ الزنداني يجيب حول الاعجاز العلمي في القران والسنه؛؛ط١؛١٤٢٨هجرية٢٠٠٨ص٣٠١
&&&
|