• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حين امتشق الشاعر سيف الكلمة / النابغة الجعدي فارسًا .
                          • الكاتب : حسن محمد حسن .

حين امتشق الشاعر سيف الكلمة / النابغة الجعدي فارسًا

    كفى يا معاوية ٠٠٠٠٠٠٠ إلى هذا الحد تخافني؟

/تخشى الحرف الطالع من فيض الصدق وجدانًا يتحدى عروش الزيف والبهتان/ أغواك صمتي الصبور دهرًا فتجاهلت سطوة الحرف، وأنا بالكلمة أتحداك / بالحرف أتحداك يا معاوية الدجل المعمم بالمكر/اسمع ولو لمرة صوت اليقين وإن لم تعقل فتعقل/
أنا قيس بن عبد الله بن عدس
أنا أبو ليلى النابغة  الجعدي
صحبتي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكمتي ونبوغي وعفتي منذ أيام الجاهلية ،وأنا أحمل تقواي  نجوى أعبد الله على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام/ الخمر الذي أطاح برؤوس أجدادك أنا رفضته /أدركت أن العقل نور الله فأبعدت نفسي عن عتمة الزمن الجهول/
كنت انتظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل المبعث بسنوات
(والحمد لله لا شريك له ٠٠٠ من لم يقلها فنفسه ظلمًا)
حين بزغ الفجر تقيًا نقيًا/أجمل نور فاض على الكون مودة وسلامًا/أعذب صوت طرق أبواب الفقراء
(بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
                   وإنَّا لنبغي فوق ذلك مظهرًا)
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أين المظهر يا أبا ليلى؟ قلت الجنة  إن شاء الله/
تجرأت كثيرًا على صمتي يا معاوية/ ونهاية الصمت صرخة شاعر لا تعرف الخذلان/اصغي إلي لا تغرك وحدتي فأنا أمة وللشعر كما للجياد صهيل/ تركت ديار عشيرة جنوب اليمامة وسكنت المدينة لأكون إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم/ لأنهل العلم والمعرفة واليقين/تعلمت القرآن على يديه حتى ٠٠٠٠ لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا إليه راجعون/ أنا ابن ضمير لا يمسه يومًا ذبول/اسمعها مني سقيفة بني ساعدة لا تعنيني/
(وعليك سلمت الغداة بامرة
                     المؤمنين فما رعت تسليمها
نكثت بنو تيم بن مرة عهده
              فتبوأت نيرانها وجحيمها
وتخاصمت يوم السقيفة والذي
           فيه الخصام غدًا يكون خصيمها)

ولأني أقسمت أن لا اخضع لعرش ذليل/ ولا اخضع لكف قاتل  كوني أنا القتيل/ قررت حينها أن أرحل... ورحلت إلى البصرة ولم آتِ الكوفة إلا بعد أن اتخذها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عاصمة له/ أنا أعرف عما تبحث وتحوم وأعرف أن كل هذه المواقف لا تعنيك لا دين ولا خلافة كل الذي تبحث عنه هو عرش وتاج /لهذا لا تقدر أن تنسى موقفي في صفين مع سيدي أمير المؤمنين.. لأنه كان لي وطن/
خرجت إلى صفين وسقت ناقته أتشرف بذلك/وبعدها كنت أوزع ابتساماتي الثكلى على جسد الجراح وأصبر و أتصابر منذ يوم أستشهد الإمام أمير المؤمنين عليه سلام الله  وأنت تمد أضراس الحقد لتفترس السلام في كل ولاء / عرضتني للأذى والجحود/وعميت ذاكرة الغد بنزف دم لا يستكين له وجع/سلطت علي حكام الجور للانتقام من متفرد لا حول له سوى اليقين/أنت ولا عرشك ولا ألف عرش يهزوا هذا اليقين/ فعجبت بما تملك من وجوه مهما كثرت أياديك فهي تعجز عن النيل من دين الله ومن شيعة أمير المؤمنين أمرت مروان ليصادر داري وأموالي في المدينة والحجاز/وما أجملني وأنا أحمل معانيك شهادة في حياتي قبل الممات/أمرته بتهجيري إلى اصفهان مع الحارث بن عبد الله بن عوف/ حولت الأنهار بوجهي إلى كدر وطين/
حضرت اليوم أحمل الكلمة سيفًا ٠٠ اصغي إلي/ سأهجوك بشعر لا يقدر عرشك أمام حكمته الصمود/أما أن ترد لي كل ما سلبته مني ويكون لي ولولائي في هذا الكون وجود/وإلا ٠٠٠ نعم ٠٠ نعم كنت على يقين إني سأنتصر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209323
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 23