اقر لكم اني لا امتلك ذاكرة تسع كل احاديثنا لذلك صرت اعتمد على ما يمر على البال عن طريق الاسترسال، كنا نتحدث عن كربلاء وما تملك من حياة وحتى الموت يمر على كربلاء بطعم الحياة،
:ــ اين كان الكربلائيون يدفنون موتاهم؟؟وكربلاء كانت مدينة صغيرة؟
اجابني لقد خصصوا المنطقة المحيطة بالمخيم الحسيني
:ــ وهل المخيم الحسيني بنفس موقعه هذا او كما يرى بعض المؤرخين ان هذا الموقع ليس هو المخيم؟
قال:ـ  بالتأكيد هو بنفس مكانه وكان يعد مدفنا من مدافن كربلاء، وحين ضاق المخيم بموتاه خصصوا قطعة اخرى تقع على بعد 1500 متر عن العباسية الشرقية وكان لدينا مغتسلين في كربلاء الاول في منطقة المخيم والثاني مغتسل العلقمي و كانا وسط المدينة
قلت: ـ الذي اعرفه ان بعض اجدادنا دفنوا داخل العتبتين المقدستين؟
ابتسم حينها لي وقال كان الدفن للعلماء وخدام العتبتين في مقابر خاصة على شكل غرف محيطة بالحضرة واما الناس الراغبين بالدفن في الصحن كان مقابل رسم محدد دينار واحد هو ضعف الرسوم العادية
سالته لمن تدفع تلك الرسوم؟
:ــ موظف رسمي معين من قبل مديرية الاوقاف وعنوانه الوظيفي (مأمور الدفنية) هذا يعني هناك قانون للدفن ودائرة تشرف على مناطق الدفن والرسوم لكن الذي اريد معرفته ان هناك مقابر خاصة لبعض العوائل الكربلائية موجوده داخل الصحن؟
نعم هذه مقابر خاصة مقابر علماء وكبار اهالي كربلاء وكانت تعتبر املاك خاصه للدفن وهناك مقابر خارج العتبتين في شوارع المدينة وقد ازيلت تماما،
فسالت كيف ازيلت ؟وكان جوابه ان هناك مقابر محيطة بالعتبتين خضعت للتوسعة مثل مقبرة السيد محمد المجاهد مقبرة السادة الطباطبائية مقبرة القزويني ،مقبرة الشاعر فضولي البغدادي ، مقابر كثيرة ذهبت ضحية الشوارع الجديدة المحيطة بالعتبتين ،اخذني الفضول لمعرفة قانون الدفنية والجهة المسؤولة عن تنفيذ قوانينها ؟الاستاذ عبد الرزاق قال:ـ  نشأ نظام الدفنين في اواخر القرن التاسع عشر واعتبر جزء من نظام الاوقاف ،وعين بفرمان عثماني الحاج عبد الله الحفار مأمورا للدفنية وله وادي السلام في النجف ايضا وخصص مأمور الدفنية رسم خمس روبيات للدفن في المقابر العامة وعشر روبيات في الصحن يسمى رسم رفع الصخرة وهذا غير اجور الدفن التي كان يتقاضاها الحفار القائم بالدفن واستقلت مأمورية  دفنية النجف عن مأمورية  دفنية كربلاء فعين الحاج عبد الله الحفار عدد من الاشخاص في عملية الدفن في المقبرة العامة ودفان واحد للدفن في الروضتين المقدستين وخصص سجل الموتى صار مرجعا رسميا وبعد موت الحاج عبد الله الحفار عين ابنه محمد حسين عبد الله وبعد وفاته الغيت هذه الوظيفة يعني بمعنى ان الوظيفة الخاصة للدفان انتقلت الى وظيفة عامة وبالتأكيد تتبع مديرية الاوقاف اجابني بابتسامته المعهودة كان الامر يتبع مديرية الاوقاف الى اواسط ثمانينات القرن العشرين تحولت الى مديرية البلدية كانت المقبرة تستقبل اموات المحافظات الاخرى هل سمعت بالموتى (الامانة)؟
:ــ نعم اعرفهم يدفنون في مقابر مؤقتة لحين دفنهم في كربلاء لكن الذي افكر فيه دائما هو كيف يتم نقلهم الى  الوادي وهم في دول اخرى ومعروف في وقتها صعوبة النقل وطول المسافة والوقت
:ــ كانت هذه الجنائز تأتي على شكل بقج قطعة من القماش وكانت في الوادي القديم بعض المقابر الخصوصية عبارة عن غرف مزينة بالقاشاني عليها نقوش وآيات قرانية وشعر يؤرخ تاريخ وفاة المتوفين حدثت نفسي بان الامر شاق قضية نقلهم من دول الى كربلاء مبتسم لي وكأنه ادرك مغزى سؤالي مع نفسي فقال كان هناك متعهد اسمه فرهاد هذا مهمته نقل الجثث من باكستان عن طريق البحر والبصرة ثم كربلاء بواسطة القطار عملية مكلفة ماديا وكان يدفع رسومات قلت للأستاذ عبد الرزاق الحكيم انا اريد ان اعرف حدود المقبرة القديمة (الوادي القديم)
اجابني الوادي القديم حسب المفهوم التاريخي تبدأ حدود المقبرة من باب طويريج حيث قبر عماد الدين ابن الحمزة الطوسي تأسست هذه المقبرة عام 1882 ايام ناصر الدين وتوسعت لتصل مرقد سيد جودة وتوسعت المقبرة بعد ثورة العشرين وتأسست المقبرة الجديدة في الحرب العراقية الإيرانية الوادي الجديد وبقي الوادي القديم يشكل منطقة تراثية مهمة حيث فيها مقابر الكثير من الشخصيات الكربلائية والشخصيات الأجنبية من ملوك وامراء الدول الإسلامية