حار الوطنيون "جدا" ان يختاروا يوما وطنيا ليكون لنا عيدا.. وبعد هن وهن؛ إختاروا يوما إحتفل به التالون بماراثون مختلط "جدا"!!
لم يكن إختيار ذلك اليوم للعيد موفقا..
لم يكن تاريخا قد نقش في ذاكرة العراقيين أثرا أو خدشا، لم يكن مميزا، لم يمثل انتقالا جذريا، محوريا، أو يمثل انعطافةً تاريخيةً..
وما يمثله مثل تاريخ دخول العراق في عصبة الأمم؟!
وما يعنيه؟!
لا شيء يستحق التدوين في صفحة التاريخ لبلد عريق مثل العراق..
في الحقيقة لم يكن في تاريخ العراق الحديث اي انعطافة معتبرة..
فتأسيس الدولة العراقية بتتويج الملك كان تحت ظل الانتداب..
وتواريخ الانقلابات العسكرية المتتالية التي لم يُشم منها إلا رائحة الموت والدم.. كانت اعيادا للجلادين فكيف يحتفل بها من مزقت أكتافهم السياط؟!
أما سقوط نظام البعث فلم يكن عن ثورة قام بها المستضعفون.. فتاريخ العراق بين مقتبسين محتلين.. وليس فيما بينهما ما يستحق الاعتبار لجعله عيدا..
ثورة العشرين.. لم نعش اي من منجزاتها العظيمة.. فقد صادرها المصادرون.. وكنا على هامش المملكة تارة وعلى هامش الجمهوريات تارة أخرى، ثم في قعر السجون وظلم المطامير، والمقابر وأحواض التيزاب في عهد جمهورية الخوف الأخيرة..
اذن اي يوم هو؟!
اين انتم من يوم فتوى الدفاع؟!
واين انتم من يوم فتوى الدستور؟!
هل هي ايام طائفية؟!!
ما رايكم بيوم طائفي "جدا" -من وجهة نظر الطائفيين- أكثر عمقا وأبعد تاريخا..
تاريخ إسلامي ذا قيمة عالية معتبرة، جامع مانع، لا يغيض إلا المتجانفين لأثم، الحائدين عن الرشد..
بعد الجمل في البصرة توجه امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه إلى الكوفة ليتخذها عاصمة لدولته الكريمة، كان ذلك في ١٢ رجب سنة ٣٦ هـ، الموافق ٧ شباط ٦٥٧م..
يوم عظيم وخير مقدم كريم وتشريف ما بعده تشريف لبلد طيب عظيم مثل العراق..
ما المانع أن يكون عيدا وطنيا؟!
ان شئتم أن يكون بحسب التاريخ الهجري، فلدينا عطل رسمية بالتواريخ الهجرية؛ العيدين، الاول والعاشر من محرم، ذكرى ولادة الرسول صلى الله عليه وآله، وآخرها عطلة عيد الغدير الأغر..
وما البأس بالمسامحة بأن يكون العيد في اليوم التالي ١٣ رجب ليتزامن مع ذكرى الولادة الميمونة لأمير المؤمنين عليه السلام..
وإن شئتم أن يكون في التاريخ الميلادي ٧ شباط، وان كان مريبا لقربه أو تشابهه مع ٨ شباط..
الأفضل أن يكون يوم ١٣ رجب لولا تفندون..
"ان شئتم" أخاطبكم نواب الشعب..
العيد الوطني للعراق: الثالث عشر من رجب (يوم اتخاذ الكوفة عاصمة لحكومة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه)
|