• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تحولات المنديل .
                          • الكاتب : حامد عبد الصمد البصري .

تحولات المنديل

قبل أعوام.....و أعوام

في الأيام الأولى من طفولتنا

كان المنديل ...من القماش الفاخر

يفيض بهناءات الذكريات

وعافية الألوان

يبدو مكويا ...أنيقا

وهو يطل برأسه من جيب السترة

أو الجاكيت كأنه أيقونة

كان في ترتيبه ..كأنه يحمد الله بصحبتنا

ويرفض الظنون

يمسح انوفنا برقة ...كالنسمة الحانية

ويغسل الاحزان عنا

ويعانق ندى الصباح

كأوراق الشجر

كان بوجهين جميلين

وجه على فمه ابتسامات شفاهنا

ووجه فاتح ....مورق رهيف

يمسح عن عيوننا الدموع

قبل أن تنزل على خدودنا

والقلوب تعشوشب في رقته

يمنحنا الحنين المعتق

وكلا الوجهين بألوان زاهية جلية

من احلى الألوان

والمعادن الحقيقية

وكان الناس كهالة بيضاء

همسة حب اولى

تقف شامخة في وجه كل التحديات

بوجه واحد لا سواه

كل ابن انثى له وجه واحد....نعم واحد فقط

لا يتبدل ابدا

حتى لو تتبدل ظروف الزمان والمكان

ولكننا حين كبرنا

للاسف....صار الناس

كل واحد منهم بوجهين أو أكثر

كألوان العصور المتأخرة

كل لون يرتشف ما يريد حينا

والكذب أحيانا أخرى

والظن ...والبهتان

ويترك الغبار خلفه

لم يستطع المنديل

ان يتحمل تغير الوجوه

أدرك أن أعوامه التي مرت كانت هباء

اصابه الضجر

حزن ...حزنا شديدا

لملم نفسه

ومضى في العراء

وهو يغرق في البكاء

كالانسان الحقيقي

سار هنا ....هناك

صار بوجه واحد فقط

حين حل الخريف

ذوى شيئا ... فشيئا

بمرارة غربته

تعثرت خطاه

سقط أرضا

مرتجفا...ومات

تاركا خلفه

المناديل الورقية

تأخذها الريح

وتعيدها الريح

والنهاية إلى

سلة المهملات....!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208887
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 14