في زمن تُحسب فيه النجاحات بالمظاهر، وتُقاس قيمة الإنسان بما يظهر على الساحة، تبرز شخصية امرأة قلّ نظيرها في الصبر والتضحية والإخلاص. إنها زوجة المرجع الأعلى السيد السيستاني، المرأة التي لم يرَ أحدٌ صورتها، ولم يُسجّل اسمها في قوائم الشهرة، ومع ذلك تركت أثرًا عميقًا في حياة ملايين البشر.
حين نتحدث عن إنجاز المرأة اليوم، غالبًا ما يُربط المفهوم بالمكانة الاجتماعية، أو النجاح المهني، أو الشهرة الإعلامية، وكأن الإنجاز مرادف للمظاهر. لكن تجربة هذه المرأة تضعنا أمام معنى آخر، أعمق وأكثر جوهرية: الإنجاز هو الصبر، والدعم، والبذل في صمت.
لقد كانت شريكًا حقيقيًا في مسيرة المرجع السيستاني، تحملت معه هموم الشعب وأحمال المسؤولية التي لا تُرى بالعين، وشاركت في بناء مؤسسة روحية ودينية أثرت في حياة الملايين. هذا الدعم لم يكن كلمات على الورق، بل مواقف حقيقية، وقرارات دقيقة، وحضور دائم خلف الستار، يضمن استمرار المسيرة دون أن تبحث عن الأضواء.
إن قصة هذه المرأة تجعلنا نعيد التفكير في معنى "الإنجاز". الإنجاز لا يقاس بالظهور على الشاشات أو كتابة التاريخ بأسمائنا على أغلفة الكتب، بل يقاس بالأثر الحقيقي، بالصبر الذي يتحمل، والوفاء الذي لا يُكتب عنه مقال أو خبر.
ربما لن يعرفها التاريخ باسمها، وربما لن تحتفل بها المجلات أو وسائل الإعلام، لكن إرثها سيظل حيًا في قلوب من عرفوا قيمتها، وفي عقول أولئك الذين تأثروا بصبرها ودعمها، وفي كل خطوة للعلم والدين قامت بها أسرتها التي خرجت للعالم مثقفة ومخلصة ومجاهدة في سبيل الحق.
هكذا نرى أن الإنجاز الخفي لا يقل قيمة عن الإنجاز العلني، بل قد يكون أسمى وأكثر تأثيرًا، لأنه يعتمد على الجوهر وليس على الظاهر، على الصبر وليس على الشهرة، وعلى الحب الحقيقي وليس على المصالح. وهذه المرأة مثال حي لهذا المفهوم، درس للعالم وللأجيال القادمة، بأن التغيير الحقيقي يبدأ في صمت، ويستمر بإخلاص، ويُثمر في كل مكان بلا ضجيج.
|