بسم الله الرحمن الرحيم
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون يملؤها الحزن، يتقدَّم محبي المرجعية بخالص العزاء وصادق المواساة إلى مقام سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) وإلى ذويه الكرام، برحيل عقيلته الطاهرة.
لقد كانت زوجةً صالحةً مؤمنةً راضيةً، وأمًّا ربّت بتفانٍ، صابرةً محتسبةً عن غربتها، وضَّحت بكل وجودها في خدمة زوجها وذريته، وعلَّمت أبناءها القيم والمثل، وزرعت في أرواحهم حبَّ الله سبحانه والنبي المختار وذريته، ورغَّبتهم في الآخرة والزهد عن زخارف الدنيا وزينتها، حتى صاروا نسخًا من التقوى والورع والعلم من أبيهم، متسمين بالإيمان والوعي والبصيرة في دينهم ودنياهم، فلم يكلِّفوا أباهم ما لا يطيق، بل قدَّروا مشروعه الرسالي وحملوا الراية معه بصدق وإخلاص، راجين القربى من الله سبحانه وتعالى، مشتغلين في خدمة الدين والمذهب، لا ينتظرون من الناس جزاءً ولا شكورًا.
فالسيدة الجليلة تأسَّت بجدتها سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فكانت قدوةً في الصبر، ومدرسةً في التربية، ومصدرَ قوةٍ لبيتها المبارك، فخلَّفت أثرًا خالدًا سيبقى شاهدًا على عظمة دورها في حياة المرجع الأعلى وأبنائه.
فألف رحمةٍ ونورٍ على روحها الطاهرة، وجعل الله مثواها مع الصدِّيقة الزهراء وأمهات المؤمنين والصالحات، وألهم قلب سيدنا المرجع (دام ظلّه) وعائلته الكريمة الصبر والسلوان.

|