لِمَنْ تشدو البلابلُ في المنافي
ولا أذنٌ تعي أحلى القوافي؟!!!
كأنّي حينما أشدو وحيداً
هزارٌ قد ترنّمَ في الفيافي
وليسَ بنافعي شدوي بعيداً
بلا جدوى الترنّمُ ذا اعترافي
وكيف تهزُّ ألحاني نفوساً
عجافاً تستغيثُ من الجفافِ !!!
ولم يجد المكابرُ فيهِ عيباً
فذاقَ من الغضاضةِ كالزعافِ
ولست بلائمٍ من مات غيظاً
وهل يجدي بمَنْ في الطبعِ جافي
عليهِ بدا لباسُ النقدِ طمراً
فقيراً سار بينَ الناس حافي
كمن يرجو من الجلمودِ ماءً
رجوتُ العدلَ منهُ وانتصافي
أقول لمن تعللَّ باغترابي
عنِ الأنظارِ ليسَ البدرُ خافي
قصيدي يستبي الألبابَ سحراً
وتشربُه المسامعُ باغترافِ
غنيٌّ عن جميعِ الناسِ طرّاً
على إبداعهِ ما من خلافِ
قد افتتنتْ بهِ غيدٌ غوانٍ
كنخلاتِ العراقِ على الضفافِ
رصينٌ ما نضى عنهُ وقاراً
تلفّعَ بالرزانةِ والعفافِ
ولي أصخى الحواضرُ والبوادي
أنا رزاق شحرور المنافي
أنا ديوانُ أبكار المعاني
وعنوانٌ كبيرٌ في الغلافِ
وإنّي في سماء الشعر شمسٌ
يشعُّ ضياؤها دونَ انكسافِ
وألقي في جواهرهِ ارتجالاً
ولم أجعلْهُ شغلي واحترافي
|