أشهد بمقدرة الأستاذ عبد الرزاق الحكيم على التذكر والبحث في كل شاردة وواردة عن كربلاء، هي الهوية والانتماء.
أشياء كثيرة كانت تمر مر الكرام لولا أن يستوقفها الأستاذ عبد الرزاق ليكشف عن أشياء مذهلة، فالشغف الكربلائي كون في قلبه موسوعة شاملة لعوالم هذه المدينة المقدسة، لم أسمع باسم خليل عزمي العاني ولا أتذكر كيف ورد هذا الاسم في جلسة من جلساتنا وإذا به يستوقفني ليحدثني عن هذا الرجل، أخذني الفضول لأعرف ما هي علاقة هذا الرجل بكربلاء، ذكرت المصادر أن خليل عزمي بيك ابن إبراهيم العاني من مواليد 1891م كاتب وشاعر صحفي وسياسي عراقي في العهد العثماني والملكي، ولد في بغداد، لكن الأستاذ عبد الرزاق يؤكد أنه ولد في كربلاء ومن عائلة كربلائية، التحق بمكتب الرشدية ثم بدار المعلمين المسائية في بغداد ودرس العلوم، وكان متأثرا بآراء هبة الدين الشهرستاني الإصلاحية
من أجمل صفات الأستاذ أبو ثامر أنه يترك لي مجال للسؤال والاستدراك ومهلة لاستيعاب معلوماته
عمل ضابطا في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، سجن في معتقلات الإنجليز، ثم أطلق سراحه، وعين معلما في المدارس الابتدائية وكاتبا ومدير تحرير ومدير ناحية (قائم مقام) في عدد من المدن العراقية، وأصبح محافظا (متصرفا) لديالى والديوانية والموصل ومفتشا وإداريا في وزارة الداخلية، أصدر جريدة الميزان، كان سكرتير المجلس الحربي والمجلس المحلي ولعب دورا سياسيا في ثوره العشرين.
قلت أريد أن أعرف دوره في كربلاء، ما زلنا ندرس في الشخصية، لكنني أنتظر الموقف فأجابني هو الموقف الذي عرفنا بهذه الشخصية، فعظمة الموقف يجعلنا نقف تبجيلا لكربلاء ودورها الوطني، سأقرأ لك وصفا كتبه (جميل رمزي) أحد الضباط في العهد العثماني والذي عرف في مواقفه الوطنية، يقول أثناء مكوثنا في كربلاء ألف الثوار حكومة مؤقتة هناك، وقد رفع العلم العراقي أول مرة في كربلاء بمهرجان عظيم، والقى علي البازركاني خطبة حماسية ومن بعده كان دوري ثم ارتقى المنصة الشاعر خليل عزمي مخاطبا العلم العراقي ليرسم لنا تاريخ رفعة أول علم عراقي على كربلاء
بشراكِ يا (كربلا) قُومي انظري العَلَمَا 
                           على ربوعِكَ خــــــــــفّاقاً ومبتسمَا

وكـفـكـفـي دمـعَـك الهطّـالَ وابـتـهـجـي  
                          فإن بندَّ بـــــــــني قحطان قد حكما

هذا هو العلمُ المـحبـــــــــــوبُ فاحتفلي
                          عليه يا (كربلا) واستنهضي الهِمما 
ورحت أبحث في المصادر التاريخية التي اعتمد عليها الأستاذ فوجدت:1ــ الثورة العراقية الكبرى للسيد عبد الرزاق الحسني ص 280 / كربلاء في الذاكرة ص 50، وتراث كربلاء ص 401 للسيد سلمان هادي آل طعمة ص 50 / شيعة العراق وبناء الوطن لمحمد جواد مالك ج 1 ص 490.
سالت نفسي وأنا أكتب الاستذكار كم من الشباب يعرف اليوم أن أول علم عراقي رفع في كربلاء؟
وحسب علمي في العتبة العباسية المقدسة وعبر كل استذكار أشعر بأننا أبناء كربلاء بحاجة إلى أن نعرف تاريخها ومسارات ثوريتها وتمسكها بالمنهج الحسيني المبارك.