هروب العرب والمسلمين من واجبهم في رفع الحصار عن محنة ابطال الحجارة في غزة وتخليهم عن ما تعانيه ناس المدينة من جوع وخوف وغياب الحقوق والعدالة الانسانية ومن تمييز عنصري ، غزة التي كانت ولا تزال في أحداق عيون الممانعين الاوفياء لقضيتهم المركزية التي لا يحيدون عنها والتضحية من أجلها . .
ماذا نقول بعد الذي جرى للمجاهدين من كسوف شمسهم باستشهاد عزة العرب رافعي رؤوسهم ، وللعزل المدنيين الأبرياء من هلاك وموت بطيء تسير هياكل عظمية ولا أحد يعرف كيف تنتهي المجازر التي ارتقت الى الابادة الجماعية
ما اقوله وأشهد اليوم ، ان لا حماية الجاهلية ولا نخوة الاسلام على الكرة الأرضية تستصرخ ضميرالعميان من العرب والمسلمين شعوبا وحكام وقبائل في حماية ونجدة إخوان لهم في غزة التي يراد لها أن تستأصل من الوجود والتاريخ
القامات الشامخة من الشهداء التي أحرقت من أجلها (غزة ) فَرشت أشلاءها شوارع وساحات المدينة وإنتشرت عظامها بعد نهش لحمها المجرمون والقتلة من صهاينة وامريكان والمتعاونون معهم من عرب حمالة التطبيع وتجارة الدفع .
ما آلمني بل أبكاني على زمن كانت فيه شوارع المدن العربية والإسلامية تسد عين الشمس بالناس المتظاهرة في مسيرات حاشدة لإحقاق حق ودرء باطل ،لا تفرقها خراطيم المياه ولا الكلام المعسول ، فما بالها اليوم تعرت من جلدها واستسلمت لقبرها في سبات عميق أشبه بالموت لكارثة وجود زهرة المدائن !! ، وربما يأتي الدور لمدن عربية أخرى من إرادة ورغبات النوايا السيئة وبتخطيط أياد خفية وعلنية وتواطيء دائم من حكام عرب صغار غمضت عينها عن الحقيقة ومهتمة بالتطبيع واليهودية والتعامل مع اعداء الامة في طريق محزن يبدو لا نهاية له.
الكيان الغاصب بدأ بداية بسيطة ومساحة حدود صغيرة وبفعل الزمن الرديء انتصرت في حروبها وتوسعت ، واليوم تذبح أرض فلسطين بكاملها ، ووسط هذا الموت أُحرقت أجنحة العرب ، والإسلام وناسه معشعشة في أدمغتها الأساطير والأوهام بإنتظار المنقذ الذي يخرجهم من الجور إلى العدل.
الحالة الراهنة والاستثنائية التي تعيشها الامة العربية ومع ضيق نفسها ما زالت الناس المقاومة الخيرة فيها مصرة على حقها في الارض والحياة بعد ان طحنتها اقدام الغزاة وتقتل ونحن نتفرج.
|