على الرغم من عدم اهتمام السلطة العثمانية في العراق بالتعليم، إلا أن بعض السلاطين والولاة تركوا بعض الأثر، وما يهمنا في بحثنا هذا أمور التربية والتعليم، فمثلاً الوالي (نامق باشا الصغير) أسس في بغداد داراً للمعلمين في مكان بناية محافظة بغداد، وقد انتسب لهذه الدار (40) طالباً ممن يجيدون القراءة والكتابة العربية، ومدة الدراسة في هذه الدار سنتان، وقد ألحقت بالدار مدرسة ابتدائية للتطبيق، وسُمّيت مدرسة تطبيقات دار المعلمين، وكانت تشغل البناية الواقعة قبالة نادي الضباط، وكان أول مدير لدار المعلمين (عبد الله أفندي)، وبعده (نوري الشيرواني)، ثم بعد ذلك عُيّن لها الأستاذ (حسن رضا)، وهو خريج كلية الحقوق بدرجة أعلى، واستمرت الدار والمدرسة الابتدائية لحد إعلان الحرب العالمية.
ثم كانت هناك بعض المدارس الحرفية، مثل: مدرسة الصنايع أسست عام (1869م) وظلت قائمة حتى احتلال بغداد عام (1917م)، وكانت هذه المدرسة تعنى بتعليم أولاد الفقراء، بعض الحرف مثل: الحدادة، والنسيج، وعمل الأحذية... وبلغ عدد طلابها (144)، ومحل بنايتها اتخذ مقراً للبرلمان، وبعدها اتخذ متحفاً حربياً، والآن هو قصر الثقافة والفنون في محلة الميدان.
كما أسست مدرسة الرشدية عام (1868م) أيام الوالي مدحت باشا، وبقيت حتى إعلان الدستور عام (1908م)، ثم صارت بنايتها كلية الحقوق، ولما انهدمت شيد بمحلها بناية محافظة بغداد.
وأيام الوالي حسين جلال بك عام (1890م)، تم بناء المدرسة الاعدادية الملكية، وبعد ذاك أبدل اسمها (بمكتب السلطاني)، وفي أيام الوالي عبد الرحمن باشا عام (1879م) تم بناء مدرسة لتخريج ضباك صف عسكريين، وسُميت باللغة التركية (كوجك ضابكان مكتبي).
|