كلام صريح، ونفي لمستقبل كل مهادنة مع اليهود والنصارى، إنها مشروع بلا جدوى، وقد كشف رب العالمين تبارك وتعالى عن نتيجة تلك المساعي الخبيثة حيث قال (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ...)
لكن للأسف الشديد؛ إن العرب والمسلمين قد ابتعدوا عن القرآن الكريم كثيراً، وذهبوا ليطلبوا الرضا من اليهود والنصارى، باتفاقيات ومفاوضات وتطبيع، لكن النتيجة واضحة "لن يقبلوا بتنازل واحد!" سيطلبون المزيد من التنازلات حتى تصبح على ملتهم.
هذه هي الحقيقة التي نشاهدها على الواقع، كم انبطح حكام الخليج لأمريكا وإسرائيل، وكم قدّموا من خدمات وأموال وكفّروا أبناء جلدتهم لأجل أمريكا! وفي النهاية تعطي أمريكا الضوء الأخضر لضرب قطر! هكذا تكون النتيجة عندما تُطعِم ضبعاً.
إن الحل مع غطرسة إسرائيل ليس قمم إدانة واستنكار، بل رد صاروخي، ومقاطعة اقتصادية لكل من يدعم إسرائيل ويفتح لها أحضانه، أما الرجوع للمجتمع الدولي الذي تهيمن عليه أمريكا، فهو تصرف ساذج، ينمّ عن جبن وعجز، أمام دولة لقيطة، لو بصق عليها المسلمون دفعة واحدة لغرقت.
"لن ترضى" فـ"لن" تفيد النفي بالمستقبل، و"ترضى" فعل مضارع يفيد الاستمرارية، وهذا إخبار إلهي بأن أي محاولة للتقرب من اليهود والنصارى لن تجدي أي نفع، إنما تفتح الباب لتنازل جديد، ولن يرفع السلام مع الصهاينة إلا بنادق المجاهدين الذي حملوا لواء المقاومة، والعار وصمة في جبين كل متخاذل متهادن مع إسرائيل وأمريكا.
|