غيورةٌ على محاسنها غيرةَ من عرفت قدر نفسها، فلم تنخدع يومًا بزينةٍ زائفة ولا بمغرياتٍ خدّاعة.
كانت تحفظ جيدًا قول العقيلة زينب (عليها السلام): «خُزِينا من كثرة النظر إلينا»، فاتخذته قاعدةً راسخة، تسير بها على دربٍ مستقيم، فكان لها حِصنًا منيعًا أمام كل محاولات الإغواء.
ليست كغيرها؛ لم تقرأ القاعدة ثم تطوي الصفحة، بل جعلتها منهجًا للحياة.
آهٍ ما أشدّ حزنها على مَن استبدلن الجوهر بالقشور، وخُدعن ببريقٍ زائلٍ من ثقافة الغرب!
كم هو مؤلم أن ترى العقول تُهدر، والعواطف تُستَغل، والقيم تُباع برخصٍ شديد!
ومع ذلك، فهي فتاةٌ ذكية، متفتحة، حملت معها علومها النافعة، واطّلعت على الثقافات والمعارف الحديثة، حتى البرمجيات والذكاء الاصطناعي، لكن من دون أن تتنازل عن منهجها الرسالي ولا عن حجاب كرامتها.
تعلم أنّ صور العيون المنشورة لم تكن يومًا نصرةً لدين، ولا أنّ الأيدي المنشورة كانت برهانًا على مذهب. إن القيمة الحقيقية تكمن في الإتقان والنباهة، لا في الاستعراض الزائف.
إنها أنثى عظيمة في غيرتها، لا تسمح حتى لصديقاتها أن يطّلعن على كل ما حباها الله من جمال، لأنها ترى في العفّة تاجًا يرفعها لا قيدًا يحدّها.
هي زهرةٌ فواحة بروحها، وأصيلة بموقفها، وحين يُكتب التاريخ ستُخلّد رسالتها الحقّة... الرسالة التي حملت رائحة الطهر لا عُقد الغرب.
|