إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ نَفْسٌ تُحَاسِبُه
فَلَا الْجُودُ مَرْجُوٌّ وَلَا الْوَعْظُ نَافِعُهْ
وَإِنْ زُكِّيَت نَفْسٌ بِوَعظٍ وَحِكمَةٍ
فَذَاكَ الَّذِي نَرجُوهُ وَالفَوزُ شَامِلُه
فَهَيهَاتَ تَحيَى وَالأُمُورُ لأَنفُسٍ
لَهَا الفَصلُ أَولَى لَا لِعَقلٍ تُنَاصِحُه
وَإِن كَانَتِ الاَيَامُ تُبدِي مَوَاعِظًا
فَمَا لَكَ لَا تَرجُوهُ وَالخَيرُ قَائِدُه
إِذَا رُمتَ يَومًا تَبلُغَ المَجدَ عَالِيًا
بِصَبرٍ لِنَفسٍ وَاهتِدَاءٍ تُصَاحِبُه
تَوَكَّل عَلَى الحَيِّ الَّذِي لَيسَ يَغفَلُ
هَوَ السَّامِعُ النَّجوَى هُوَ الذَنبَ غَافِرُه
إِذَا النَّفْسُ جَدَّتْ مَا عَلَيْهَا وَلَمْ تَهُن
فَمَا ضَرَّهَا الهَوَى وَلَا السُّوءُ آمِرُه
فَانْهَضْ رَعَاكَ اللَّهُ فِي طَلَبِ الْعَلَى
وَاسْلُكْ سَبِيلَ السَّالِكِينَ تَوَاصِلُه
لَعَمرُكَ مَا الإِنسَانُ عِندِيَ شَامِخًا
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلنَّفسِ زَجرٌ يُعَامِلُه
وَإِن آمَنَت نَفسٌ وَجَادَت بِكُلِّهَا
فَقَد وَاصَلَت سَعيًا وَخَيرًا تَنَالُه
|