في الأيام الماضية ظهرت مرشحة سياسية في ولاية تكساس، تُدعى فالنتينا غوميز، في فيديو وهي تحرق القرآن الكريم باستخدام قاذف لهب وتقول: "سأنهي الإسلام في تكساس فليساعدني الله."
هذه المرشحة ترشحت لمجلس النواب، وتظن أن الطريق للفوز وكسب الأصوات هو بإهانة دين أكثر من مليار ونصف إنسان، والتحريض ضد ملايين المسلمين الذين يعيشون في أمريكا بسلام ويشاركون في بنائها.
لكن أي فوز هذا الذي يقوم على إشعال نار الكراهية؟
إنها تستخف بالدستور الأمريكي الذي ينص بوضوح على حرية الدين ومنع التمييز على أساس العقيدة. أمريكا بلد التعددية، جاءها المهاجرون من كل الأديان والأعراق. نحن كمسلمين وعرب، سواء من العراق أو غيره، جئنا ضيوفاً نحترم القوانين ونساهم في المجتمع، فهل يكون جزاؤنا التحريض ضدنا وحرق كتابنا المقدس؟
الإنجيل الذي تستشهد به هذه المرشحة يرفض أفعالها:
"أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم." (متى 5:44)
"من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة." (يوحنا الأولى 4:8)
فأين هي من هذه الوصايا؟ هل بهذه الطريقة يُنشر الإيمان؟
والقرآن نفسه يكرّم السيد المسيح (عيسى عليه السلام) ويذكره بالاسم مراراً، ويصفه بأنه كلمة الله وروح منه ويبشّر بعودته في آخر الزمان لنشر السلام والعدل لا الكراهية والقتل.
كيف يمكن لعاقل أن يدعو للقضاء على الإسلام بينما الإسلام يجلّ نبيّه؟
إن هذه الأفعال لا تهدد المسلمين وحدهم، بل تهدد المجتمع الأمريكي كله. كما قال المسيح:
"كل مملكة منقسمة على ذاتها تُخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت." (متى 12:25)
خطاب الكراهية ليس حرية تعبير، بل تحريض على العنف. والمفترض أن يُحاسَب كل من يحاول بناء حملته الانتخابية على تمزيق المجتمع وإشعال نيران الحقد بين أبنائه.
أمريكا التي نحبها هي أرض الحرية والعدل، وليست أرض التحريض والتمييز.
فلنقف جميعاً ضد أي صوت سياسي يريد أن يفوز على حساب حقوق الآخرين وحرياتهم. الله محبة، والمسيح والإسلام معاً يبشران بالسلام، وهذا هو طريقنا جميعاً.
|