• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مهرجان الأنشودة الحسينية.. مهزلة جديدة ورقص على الجراح .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

مهرجان الأنشودة الحسينية.. مهزلة جديدة ورقص على الجراح

فلسفة صوفية موسيقية تحمل اسم الامام الحسين.. ووعود بإحياء التراث الذي تربينا عليه.. هذه تصريحات القائمين على ما يسمى بمهرجان الأنشودة الحسينية الأول.. ونرجو أن يكون الأخير..

نزه الاسم المطهر في عنوان مهرجانك أولا عن خلطه بالفلسفة والموسيقى الصوفية واجواء الطرب، إذ لا يليق بمقام الامام  الحسين (عليه السلام) أن يمدح أو أن يتم إحياء قضيته بأدوات موسيقية كانت من مستلزمات القصر الأموي ايام حكم قاتله يزيد (عليه لعائن الله) فهل من معتبر؟ وأي تناقض هذا الذي عاشه هؤلاء حين ارتأوا طاعة الله من حيث يُعصى.
الأمر الآخر.. إن زج اسمه الشريف بمعية مفردة الفلسفة أمر لا يعدو كونه تزلفا لعقول تؤمن بالمصطلحات فتحسب نطقها ثقافة، دون وعي بأن قضية كربلاء قضية دينية كبرى وحقيقة ثابتة لا تحتاج الى تلك الابعاد الفلسفية المليئة بالغموض والشك والخالقة للتصورات والاوهام المؤدية الى استحسان البدع. 
أما الوعد برؤية (الموروث الشعبي الذي تربينا عليه) فهو وعد مكذوب إذ لا يوجد مبرر له مع هذا الكم الهائل من الشعائر الحسينية التي تقيمها العتبات المقدسة والهيئات والمواكب منذ مئات السنين، فهل اندثرت الى الحد الذي استدعى اقامة مهرجان موسيقي لاحيائها؟
اتذكر في الفترة التي عقد فيها الرئيس المصري الاسبق محمد أنور السادات أول تطبيع عربي مع الكيان الغاصب خاطبه أحد الكتاب في مقال له: (يا أنور نزه الاسم) لان اسمه محمد، فرأى هذا الكاتب أن التطبيع مع العدو لا يتلائم وهذا الاسم الشريف.
نعم.. على كل من حاول أو يحاول زج المقدسات في ثقافته المستوردة أن يراجع نفسه وأن يراعي حرمة التعاطي معها بهذا الشكل تحت ذريعة الثقافة والموسيقى والفلسفة واحياء الموروث وغيرها من عناوين.. فلسنا بغافلين عن مخططات تدمير الهوية الثقافية وطمسها، ولسنا بغافلين عن محاولات دس السم في العسل بأساليب محاكاة مبتدعة وبعناوين براقة كالحداثة أو ما هو على شاكلتها.
الحسين (عليه السلام) أسمى من أن يزج اسمه وقضيته في مهرجانات الطرب ومن يحضرها ممن لا دين له ولا عقيدة بدلالة عدم الالتزام بالضوابط الشرعية من قبل بعضهم، والمهرجان بكل تفاصيله لا نعده سوى حجرة من حجرات قصر أموي مليء بالطرب الذي ترقصون به على جراحنا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206838
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 22