الخروج من التاريخ والدخول عبر مسار صفحاته للوصول الى اسوار المحن الكبرى التي المت بالأمة،
هي مخاطرة ان احمل الرؤية واعبر بها حدود الأزمنة لأبحث عن ضالتي، احمل معي اصبع الاتهام واعبر به الى حيث وجع التاريخ اصبعي التي تتحدث بكل لغات الكون،
الزمان عام استشهاد النبي صلى الله عليه واله وسلم والحوار مع امرأة يهودية اسمها زينب بنت الحارث من خيبر سأوقظها من موتها لتنحني امام خاضعة تتوسل البراءة،
الامرأة التي تحمل سحرا مسموما لم يعد عندها ما يخيف،
الموت لا يترك للزيغ سبيل، والقبر قدر اكبر من سحر الجناة ،صحيح اني خارج زمني وعالمي لكني احمل الولاء المحمدي الحصن الذي يعصمني الشر، المحاورة مع هذا النمط من البغاة صعب للغاية بما يملكون من دهاء، بالمناسبة انا لست خائفة من هذه الساحرة فما يهمني هو ان يحصل حواري معها على الحقيقة التي هي غاية رحلتي ، ربما اندهشت حين رأتني امرأة غريبة عن عصرها وعهدها وتاريخها قلت لأباغتها
:كيف استطعت ان تفعلي فعلتك اللعينة التي اضرمت النيران في قلب كل مسلم مؤمن بالعدل والاستقامة والسلام؟
وقف أمامي لا يسعفها الكلام ،ماذا تريد ان تقول، وهل بعد مثل هذه الجريمة من كلام؟
لكنها هي ايضا لها اسلوبها وحجتها ومن المؤكد ان منطقها غير مقنع فانا احمل جراح امة تنزف الى اليوم،
واذا بها تسالني
: من قتله؟
مثل هذا السؤال يحمل في طياته العجب، وكأنها لا تعرف من الذي قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم ،هل يعقل ان اعبر كل هذه الازمنة لأسمع زينب اليهودية وهي تسالني من قتل محمد؟
:__ الروايات التي وصلتنا تقول انك تحملين حقدا كبيرا على الاسلام، وجعلتي سحرك مادة رهان للطعن بالنبي والنبوة والرسالة واليقين؟ واصبع الاتهام عبر التواريخ تشير عليك وضعتي له السم القاتل بعدما سألت عن ما يفضله النبي من الشاة وطهو تيه وقدمتيه له٫٫٫٫مسافة الأزمنة بيننا لا تمنع ان نعرف كل شيء عنها وعن تحديها الاهوج وكيف تريدني ان اثق بامرأة تنكر جريمتها فهل كنت اعتقد مثلا انها ستعترف بسهولة
:__الم تعلني للناس ان كان الذي سيخبره ربه وان لم يكن سنرتاح منه؟
:__نعم هذا الكلام حقيقي وقد اكتشفت انه كان حقا نبي فهو لم يأكل منه سوى قضمة لا تؤذي ،وادرك حينها سر السم وابطل الرهان ، ابعدي عني اصبعك لتعرفي الحكاية بمعناها لا بمعنى ما يروى من زيف عبر التواريخ ،جعلوا من صفحات التاريخ زنزانات مظلمة لا تبصر الحقيقة وتموه ما حدث على الناس قلت لكن هذه القضمة هي التي قتلت سيد الرسل صلى الله عليه واله وسلم ضحكت وهي تقول مع نفسها انه الغباء الغباء بعينه،
ايمكن ان تذهب هذه الرحلة ادراج الريح وانا امام ما هو مرعب حقا ،اما ان تكون هذه المرأة قد سحرتني ايضا ولا يعقل ان يبقى السحر امام الموت ، لا اعتقد ..فلم يبق امامي سوى ان استمع لها قد تكون الحقيقة، وقد تكون الاصبع اجتازت المجرم دون ان تدري
:ــ اذا كنت تريدين الحقيقة وقد عبرتي كل هذه الأزمنة عليك ان تسمعي ما اقول بعين العقل لا بأوراق تاريخ مزيف، شارب السم لا يمكن له ان يعيش كل هذه السنوات الم يقتل بشر ابن البراء في وقت تناوله السم؟ فهل يبقى السم شخصا ويميت اخر؟ لقد خدعوا اصبعك فاذهبي وابحثي عن المجرم الذي دس السم له في بيته لا في بيتي، ولا تنظرين الى الاصبع التي ورثتموها وهي تشير الي بل انظري لمن حرك تلك الاصبع كي يبعد النظر عنه،
لهذا عدت وانا لا شيء عندي سوى النظر الى اصبعي والحوار الذي ابصرني احداثا كانت عصية على النظر
|