كنت صغيرة ، واقرأ للكاتبة ( شارلوت لامب)ايام كان الكتاب سلعة اغنياء من اهل الترف، والكتاب هدية اختي الراقدة في المشفى ، اهدتها جارة سرير في ردهة الوجع ،
بدأت بالقراءة ....كانت قصة جميلة مملؤة بالرومانسية والحب والغموض .كل ما أعشقه في تلك الفترة من حياتي .
عند انتهائي من قراءة الرواية ،ولأن لابديل اعدت القراءة مرات حتى مللت الكتاب، وفي احدى الايام زارنا قريب، حدثني عن كتب لم اسمع عنها وعن احداث لا اعرف عنها شيء ،ماذا يعني بزمن الغيبة ،بدأت اسأل واذابه يسألني ثانية
ماذا تعرفين عن معركة عاشوراء ؟
كان الصمت تعبيا عن موقف معلوماتي بسيطة مصدرها محاضرات الشيخ الوائلي ومقتل الحسين عليه السلام ،انتبه لوجود الكتاب سألني ؟ اجبته رواية لكاتبة غربية لااعرف لم كنت اشعر بشيء من الاحراج ،واذا به يسألني :ـ اجاثا كريستي ؟ سيلفيا بلاث؟ كيت شوبان؟ شارلوت لامب ، اوه شارلوت لامب روائية بريطانية لديها مؤلفات كثيرة .اغلب كتاباتها رومانسية .ثم عقب هذه الروايات ستفسد عقلك .أن عقل الإنسان عبارة عن خزان كبير .يخزن كل معلومة يتلقاها .، علينا ان نخزن ما ينفع الانسان ،ذهب وكلماته بقت معي صرت اكرر بعض العناوين الامام المهدي.
زمن الغيبة .أحداث ما قبل الظهور .واسأل كيف لي أن اخزن
معلومات مهمة ومفيدة فقط .وعاد بعد ايام يحمل معه النور والامل كتب بدل الشكر انهمرت الدموع، هو يعرف لغة الدموع فشجعني بابتسامة اب ومضى ، وترك لي روح الغد ويقظة وعي وقراءة مثابرة ،معلومات مميزة ومثيرة .عن زمن الظهور، .
وعن الأحداث القادمة .،وعن يوم القيامة .وعن أحاديث مروية عن الأئمة الأطهار .كتاب قصص الأنبياء عالم البرزخ ...واذا بي امام عالم كبير
من اسعد ما يشعر به الانسان من سعادة هي ان يبحث ليفهم ، والمشكلة اني كنت اراه يحاورني عن كل كتاب وكل جملة وكل معنى ليعرف مدى استيعابي لمعلومات كل كتاب وانا ارى ان شغفي وسعادتي بتلك الكتب جعلتني اشعر بقيم الانتماء والهوية سعادتي لاتوصف، صرت ابين واوضح واشرح لكل مادة من مواد البيت دروسي حتى صنبور الماء ،شرحت له نظرية مابعد الموت .عددت له اسماء الانبياء والرسل ،حتى صارت اخوتي الصغار يتهموني بالجنون، كان ودي ان اسأل :ـ هل حقا ما حدث مع نبي الله موسى ،وكيف انشق البحر له ؟ولماذا اطال الحديث مع الله في الوادي المقدس طوى عندما سأله الله ،ما تلك بيمينك يا موسى ؟
كان يمكن له أن يختصر بالكلام ،لكنه صار يشرح له ما يفعل بالعصا وكأن الله لا يعلم ما هي وماذا يفعل بها موسى ،
والرياح ؟كيف لها أن تكون تحت طوع النبي سليمان ؟
وكيف له أن يسيطر على جميع الحيوانات ؟أما نبي الله ابراهيم وما حدث معه فهي قصه مرعبة حقا .كيف لإنسان ان يسلم لله بكل شيء حتى أن طلب منه أن يقتل ولده لم يتراجع ولم يتلكأ ابدا بقتله .
بل كان فرحا .شعرت في قصة النبي ابراهيم كانه كان حزينا عندما عفا الله عن ذبح ابنه و افتداه بكبش عظيم ،لأنه كان يريد أن يفعل ما يأمره به الله دون تراجع .وإذا كان مسلم لأمر الله في كل شيء كيف له أن يقول لله .اريد ان يطمئن قلبي ؟فهل كان في قلبه شك في قدرة الله عز وجل ؟لقد رمى بنفسه في نار اججت لأربعين يوم .ولم يشك بأن الله معه ابدا .كيف يطمأن قلبه لقدرة الله ؟ادركت حينها ان الكتب ليست للقراءة فقط الكثير منا يقرأ دون ان تؤدي القراءة الى شيء ، القراءة مفتاح للتفكر والتعقل والبحث يختصر كل مراحل الادراك ،ولهذا يقرن شغف القراءة بالجنون ، الكتب التي اهداها لي قريبنا رغم ما فيها من علم ومعلومات مهمه .
إلى أنها جعلت عقلي يفكر بأمور كثيرة .عشت مع قصة نبي الله يوسف اجمل اللحظات .بكيت من غدر إخوته .وفقده لامه وأبيه .
تخيلت جماله ونور وجهه المضيء .وحب زليخة له ،وكيف الله عوضها عن حرمانها .قصة زليخة أججت في داخلي شك كبير .
زليخة أحبت يوسف وهي متزوجة .هي خائنة ؟
ولكن ما الذي جعل الله يعوضها ويعيد لها عمرها وجمالها ؟
صرت افكر وافكر حتى اتعب من التفكير انام و استيقظ و برأسي العديد من الأسئلة.لكن الجواب الذي لم اعثر عليه اليوم ساعثر عليه غدا لأني اقرأ
|