• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الشاعر الإحسائي جاسم الصحيح:  معظمُ الشعراءِ الشعبيين في الإحساء يكتبون باللهجةِ العراقية  القسم الثاني .
                          • الكاتب : سرمد سالم .

الشاعر الإحسائي جاسم الصحيح:  معظمُ الشعراءِ الشعبيين في الإحساء يكتبون باللهجةِ العراقية  القسم الثاني

  إنَّ النهضة الحسينية بمفهومها المعاصر، هي جزء لا ينفصل عن الدعوة المحمدية لنشر الإسلام، فهي نهضة توعوية سامية، بكلِّ ما تحمله من قيم ومبادئ لا تنبو على كرور الليالي والأيام... وقد غاصَ في لججها أدباء النهضة وشعراؤها على مرّ التاريخ، لاستكشاف كنوزها الدفينة، وإبراز حقائقها للناس، والسير على خطى المجد، وهذا العرشُ الشاهق في القلوب لأبي عبد الله الحسين (ع)، وفي الآخرة هو الشفيع لشيعته ومحبيه من الذين لم يجترحوا كبائر الإثم، وكانوا من الصالحين... صدى الروضتين أطلَّت هذه المرة على الشاعر جاسم الصحيح من الإحساء، حينما تشرف بزيارة العتبة العباسية المقدسة، فكان لها معه هذا الحوار في قسمه الثاني:
صدى الروضتين: كيف ترى تأثير القصيدة الحسينية على المتلقي؟
الإمام الحسين (ع) هو رمز إنساني عالمي، وهو حاضر في الشعر الإنساني العالمي، ولا يقتصر لدى الشعراء الشيعة فقط، فالكثير من الشعراء وأنا منهم أتأثر به حتى عندما أكتب قصيدة خارج نطاق الجو الحسيني، فذكر الإمام الحسين (ع) يقفز إلى القصيدة وإن كانت القصيدة غزلية؛ لأنّ الإمام الحسين (ع) هو رمز الحب والعطاء الإنساني.
صدى الروضتين: كيف يتم التعامل مع القضايا الكبيرة في الشعر، وخاصة قضية الإمام الحسين (ع)؟
إن التعامل مع القضايا الكبرى بالنسبة للشاعر بغاية الأهمية، فيجب أن يكون الشاعر مثقفاً بما يكفي للتعامل مع قضية كبرى وإلا أفسدها؛ وإن الإمام الحسين (ع) صاحب قضية كبرى بمعنى لايمكن التعامل مع هذه القضية بالسهولة؛ لأنه عظيم، وهذا الأمر يتطلب ثقافة عظيمة من الشاعر ليتعامل معها.
صدى الروضتين: تأثير الوعي الفطري للشاعر على طبيعة القصيدة؟
لاشك أن الشاعر هو محصول من محاصيل بيئته، شأنه شأن أي حقل في البيئة وأي حقل ينبت محاصيل، فالبيئة تنبت الشاعر والمثقف كمحصول من محاصيلها، ولذلك يبقى دائماً مرتبطاً بالأرض والبيئة التي نشأ فيها، فالقصيدة تنبع من أعمق نقطة في المكان وتصعد إلى أعلى نقطة في الزمان وهو الخلود.
صدى الروضتين: الأبعاد المرسومة داخل القصيدة من يقوم بتحديدها؟ 
لاشك أن الشاعر هو الذي يحدد أبعاد القصيدة، لكن القصيدة هي عبارة عن دفق وجداني، وهذا ما يصفوه بشيطان الشعر أو وحي شاعر، وهذه الحالة هي الكتابة بحالة أشبه بالغيبوبة، ولكن كل شاعر بعد أن ينتهي من الحالة الوجدانية هذه، لابد أن يراجع قصيدته على شموع الصنعة، ويشذب ويهذب ويحذف ويضيف... إلى آخره؛ فالشاعر هو المسؤول عن قصيدته، لكن المتلقي يمكن له أن يعيد قراءة القصيدة بحسب مكتسباته الثقافية، فربما هو يخرج بمنجز من القصيدة يختلف عن نوايا الشاعر، فهذه الأمور تعتمد على قدرة المتلقي الثقافية وقراءاته ومكتسباته.
صدى الروضتين: على ماذا يعتمد نجاح القصيدة؟
نجاح القصيدة يعود لما يملكه الشاعر من موهبة أولاً، وثانياً لما يملكه من مكتسبات ثقافية؛ لأن الموهبة الفطرية لا تكفي، هي مهمة جداً كأساس، لكن إن لم تدعم بثقافة تضمحل وتجف بروحها، لذلك عندما يكون الشاعر مُلمَّاً بعناصر الكتابة، يستطيع عندها أن يصل بالقصيدة إلى النجاح.
صدى الروضتين: مقومات الشاعر والخصوصية التي يتمتعُ بها؟
 إن الشعر هو مالا يمكن كتابته نثراً، وتأثيره تأثير جمالي وليس تأثيراً فعلياً. وكما هو معروف، أن رسالة الشعر هي إيصال الجمال عبر الكلمة، وهو أرقى صيغة كلامية يستطيع الإنسان أن يقدِّمَها للآخرين، ومن عناصره توظيف المجاز وحضور المجاز بكثافة في القصيدة بحيث يقودك في نهاية المطاف إلى الحقيقة.
صدى الروضتين: المدى التوصيلي للقصيدة داخل المجتمع؟ 
 لاشك أن الشعر في نهاية المطاف هو حالة نخبوية ليس حالة عامة، وحتى الناس الذين يقرؤون الشعر أو يحبون الشعر ويستمعون إليه في مكان ما متاح لهم، لكن ليس على استعداد أن يذهبَ للمكتبة لشراء كتاب شعر ويقرأه ويحفظه وهكذا...؛ لأن الشعرَ هو حالة نخبوية ومنذ بداياته عبر التاريخ. ونحن دائماً ما نحاول وبشتى الوسائل أن نوصلَ القصيدة، ولذلك عندما تكون قصيدة قابلة للإنشاد، وينشدها رادود او أحد المنشدين، فأنها تصلُ إلى شريحة أكبر من المتلقين، وهذا ما يسعد الشاعر.
صدى الروضتين: الشعر يتعدد من حيث الكتابة، فما الطور السائد في الإحساء؟
التكوين الوجداني الإحسائي تكوين عراقي، ومعظم الشعراء الشعبيين في الإحساء يكتبون باللهجة العراقية، ويسمعون للشعر الشعبي العراقي، ويتأثرون بالشعراء الشعبيين العراقيين.
صدى الروضتين: ما هي طبيعة زيارتك للعراق ولمدينة كربلاء على وجه الخصوص؟
حضوري للعراق كان من أجل المشاركة في أحد المهرجانات الشعرية. أما لمدينة كربلاء فكانت أمنيتي بأن أزور سيدي أبا عبد الله الحسين وأخاه أبا الفضل العباس (ع)، وقبلها تشرفت بزيارة الكاظمين (ع)، وإن شاء الله تعالى بعدها سأذهب إلى النجف لزيارة سيدي ومولاي أمير المؤمنين (ع) شعرت بارتياح روحاني لم أشعر به مدى حياتي من قبل... كانت أمنية وما تزال أمنية للمستقبل إن شاء الله تعالى بأن أعود وأعود للتشرف بزيارة كربلاء المقدسة وأضرحتها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206536
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 14