كثير ممن يمتلكون عيون تستطيع أن ترى كل شيء الا عميها، في حقيقة امرهم عميان لا يبصرون ولا يتبصرون، كيف يا عمة، اجابتني الزائرة، انظر لذلك البصير واعلم انه أعمى!!! كيف يا عم؟ فكان الجواب: انه يجهل دينه ويرتمي في احضان فكر تغريبي ميت... وهو منبهر بشكليات سطحية لا يغور في أعماقها، ولا يبحث في تحقيقها، قاده عميه الى الانسلاخ عن مجتمعه واعلانه خرقا ضد كل ما يمتّ للإسلام بصلة من منطلق كنسي عفا عليه الزمان كانت الكنيسة تسعى للقضاء على التحرر الفكري خشية التأثير بالفكر الاسلامي الفكر الواعي والمحفّز للقضاء على عوالم الخرافة والاستبداد، شعرت بالفخر وانا التقي بزائرة حسينية في مشاية الاربعين تحمل هذا الوعي الثقافي، وهذه حسنات الخدمة في مراكز خدمة الزائرات وصارت سعادتي أن أخدم في هذه المواكب التابعة للعتبة العباسية المقدسة، لهذا انتظرت منها ان تكمل، شعرت باني اتجاوب معها بمشاعري واحاسيسي وايماني ببركة هذه الثقافة الزينبية، قالت:ـ كانت الكنيسة واتباعها يدركون ان جبروتها لن يصمد امام المنهج العلمي الذي تبناه الاسلام علمية الدين الاسلامي قلبت الكثير من موازين الكنيسة، وبعض العميان جاءوا ليحملوا في ذاكرتهم المعارك الموجعة بين العلم والكنيسة؛ ولأن حالة التضاد قائمة لابد أن يسقط احد طرفي النزاع، انهزمت الكنيسة لكونها غير حقيقية.
يرى(شاطوبريان)... قاطعتها فوراً: لحظة أرجوك من هو؟ قالت: هو مفكر مسيحي مبغض للإسلام... قال: أن النصارى يعرفون مدى احتفاء المسلمين بالعلم، واحترامهم للعقل، ومدى تمسكهم بالمنهج التجريبي صمت لحظة ثم قالت: وهؤلاء العميان يجهلون الإسلام فيحملوه مسؤولية تصرف الكنيسة التي كانت تشجع الخطايا كي تبيع صكوك الغفران... قلت: حقاً والله انهم عميان بصيرة. تذكرت تلك الزائرة وانا استعد لخدمة اربعينية هذه السنة، كانت حصيلتي الاعلامية غنية بالحوارات الجادة مع الزائرات، أدعو الله أن يوفقني هذا العام لكل خير وأن التقي بمجموعة كبيرة من المبصرات.
|