• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في العالم (مصر أنموذجاً) .
                          • الكاتب : نبيل نعمه الجابري .

مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في العالم (مصر أنموذجاً)

مصر علوية رغم التأريخ:                                
واجهت مصرُ منذ تشكلها إسلامياً في عهد الإمام علي (ع) حملة من الإبادة والترهيب والتهجير والتغيير والتهويل، تحت ذرائع واهية، ومزاعم هشة، استهدف أغلبها النيل من الاسلام ومنهجه الإنساني... وأتباع مذهب أهل البيت (ع) هم الشريحة الواسعة التي عانت ما عانته في مصر، من قبل السلطة الأموية وما تبعها من التضييق العباسي، ليصل للإبادة الجماعية، وباسم الاسلام عينه حينما فتك بهم صلاح الدين الأيوبي، للحد الذي جعل كتب المسلمين تستفيض بما كتب من مناقب هذا الرجل، ليس لأمر سوى أنه كان أداةً طيعةً في يد حكام الضلالة، لتحقيق مآربهم الدنيوية، فصلاح الدين الأيوبي هو عينه من درس كتب أهل البيت (ع) في ذات المنطقة المعروفة إلى الآن بمسمى (الدّراسة) في منطقة الرأس الشريف بالقاهرة، وصلاح الدين الأيوبي هو عينه من طرد طائفة (البهرة) من موطنهم الأصلي مصر إلى الهند، وهو عينه النهج الذي اتبعه الفكر التكفيري في المطالبة بنقل أكثر من ستة ملايين نسمة من السادة الأشراف الذين يعيشون في صعيد مصر العالي ليتم إرجاعهم للحجاز...
 ورغماً عن كل ما عاناه مذهب التشيع في مصر؛ لم يثنه عن الإصرار في التمسك بالنهج المحمدي وخطى أهل البيت (ع)، لتظل مصر علوية فاطمية رغم رياح التحريف والتعتيم.
 وليس ما سنستمر عليه هنا يعد محاولة لكتابة التاريخ من جديد، حتى لا يُحسب علينا ما حُسب على وعاظ السلاطين الذين عاثوا في الأرض فساداً حينما حاولوا تحريف وتدمير منهجاً للحق كان وما يزال قائماً، بل هي محاولة لتسليط الضوء على شيعة أمير المؤمنين في مصر والذي يبلغ تعدادهم أكثر من ستة ملايين نسمة، لبيان أن هذا النهج الذي خطه الرسول (ص) في بداية بعثته، والذي لم يقم في يوم من الأيام على السيف، وإنما على فكر الاحتواء وإحترام الآخر، وما أكمله بعده الأئمة (ع) أحق في الإتباع والمناصرة من النهج المنحرف الذي أقيم منذ أوله على الفتك والإلغاء والتكفير والضلالة.
السيد الدكتور محمد الدريني الحسيني أمين عام المجلس الأعلى لآل البيت (ع) في مصر، والداعية والناشط في مجال الدفاع عن حقوق السادة الأشراف في جمهورية مصر العربية، زار مدينة كربلاء المقدسة بدعوة من قبل العتبة العباسية المقدسة، كان لنا أن نلتقيه ليحدثنا عن المجلس الأعلى لآل البيت (ع) في مصر، ويحدثنا عن واقع شيعة أهل البيت فيها:
 أُسس المجلس الأعلى لآل البيت (ع) من قبل إخواننا وأهلنا من السادة الأشراف في الصعيد الأعلى في مصر؛ لكي يكون إطاراً يطالب بحقوق السادة الأشراف داخلياً وخارجياً، عملنا على تطوير المجلس ليصبح كما يصفه الإعلام، وكما قدمته الأمم المتحدة، المتحدث الرسمي باسم الشيعة في مصر، أسسنا آليات عدة للتواصل بما يتوافق وفكر آل البيت (ع)، فكانت صحيفة صوت (آل البيت) التي أحدثت دوياً في مصر، بما أثارته من حزمة قضايا تتعلق بالفهم الجمعي بالشارع المصري، ذلك الفهم الذي رسخته قوى الضلالة والفكر السلفي الضال. ثم أصدرنا صحيفة (السادة الأشراف)، بعدها أسسنا جمعية الحوراء الخيرية؛ لكي تكون الظهير القانوني للمجلس، وهي تعمل في مجال عقد الندوات والمؤتمرات الخاصة بالشراكة في الإنسانية، والتقريب بين المذاهب، وزيادة درجة الوعي بين الناس، وفق النهج الذي خطه أئمتنا (ع).
 قمنا كذلك بتأسيس مركز الإمام علي (ع) لحقوق الإنسان، أسس المجلس الأعلى ودعاته الذين يحملون الفكر الحسيني المقاوم عددا من اللجان النوعية، منها لجنة أحباء المسيح (ع)، ولجنة التواصل مع التصوف وتنقيته. كما أسسنا وحدة لتدريس كوادر العتبات المقدسة في مصر، التي كنا ننسق فيها مع الحكومة المصرية، وأولينا لهذا الأمر اهتماماً كبيراً قبل أن تتدخل القوى الإقليمية والمد التكفيري لضرب المشروع.
 ونتيجة لهذه النشاطات تعرضت كوادر المجلس الأعلى، ومحبو أهل البيت (ع) للاعتقالات والتهويل بما عُرف (برأس غارب)، والتي لم يتم فيها الإفراج عنا إلا بعد أن صُدرَ فيها قرار من الأمم المتحدة في سابقة غير معروفة.
ما زلنا نمتلك الإرادة والآمال الكبيرة في أن تتحسنَ أوضاع الشيعة في مصر، وان يكف نظام الظلم والاستبداد عن مطاردته لهم، والمتاجرة بهم، كـ(فزاعة) يعمل على تسويقها لأهداف شتى... لكنا ندرك أن الفترة القادمة ستشهد انفراجة كبيرة جدا في الحالة الشيعية المصرية تحديدا، ونعتقد أن المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت في مصر، وما يمثله من حزمة أفكار وتطلعات مشروعة؛ سيظل إطارا للشرفاء الذين يسعون الى إعلاء راية أهل البيت (ع) كي تعانق السماء. ولا زالت لدينا تطلعاتنا في رفع درجة وعي الناس ومعرفتهم الحقة بمكانة ومنزلة آل البيت (ع)، وانه لا يكتمل إسلام المسلم إلا بمناصرتهم، فمصر بطبيعتها كما وصفها مستشار الرئيس الأسبق إنها: (سنية المذهب شيعية الهوى)، وكانت قديما تسمى مصر المحروسة بالأولياء أحفاد أهل بيت محمد (ص)، ولا استغرب مطلقا أن تكثف قوى الشر جل جهودها في الساحة المصرية، خشية وجود تأثير شيعي يأخذ مصر من محيطها في اتجاه قد يقضي على أنظمة الفساد والاستبداد.
 الشيعة في مصر يهيئون أنفسهم لأنهم على لقاء مع القدر المحتم فيما يخص وحكومة سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عج) كون أن له فيها منبراً، وان له فيها قادة يحسمون معه الكثير من المعارك، وهم يعملون على أن يقدموا المزيد للإنسانية جمعاء من واقع منطلقاتنا الفكرية والتي ستشكل أجندة الإتباع الحق لمواجهة الفكر الإرهابي المتطرف، والتصدي للفكر التكفيري ضد الإسلام وأهله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206502
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 11