تمتاز مدينة بغداد قديما بكثرة خاناتها وتنوعها وخاصة في وسط بغداد، وهي إما تكون للعمل أو للخزن لمختلف أصناف البضائع المستوردة أو المحلية الصنع. ويذكر أن لكل تاجر مكتبا لتمشية أعماله؛ ففي منطقة (باب الأغا والدنگجية) اشتهرت الخانات التالية: خان الرماح الكبير، وخان الرماح الصغير، في سوق السراي (الجهة الجنوبية منه) وخان الرماح الكبير هو الذي ورد ذكره في ليلة سقوط بغداد (عند دخول الانكليز) حيث اشتعلت فيه النيران واحترق الكثير من مخزونات (الخردة فروشية) و(المانيو فاتوره) أي السجلات والوصولات والبضائع المستوردة أما (خان الجبن) في شارع المجد فاسمه يدل على بضاعته، وحاليا بني مكانه عمارة خان الجبن وكذلك خان (محمود أفندي) أيضا في شارع الجسر، ويستعمل للخزن و(خان التتن) وكان مستودع لـ(بالات تتن النرگيلة) وايضا بالات ورق التتن المعد (للثرم) لسكائر (المزبن) واستملك لتوسيع شارع المأمون، وكذلك (خان الريجي) الكرمك، وخان عبد الهادي الشهربنلي، وخان بيت الچلبي (مدرسة الرصافة حاليا) وخان البرواري، وخان المنگنه، وخان اخر تأسس فيه البنك العثماني، وكلها تقع في الطريق المؤدي الى سوق الصفافير، وفي شارع (السموأل) يقع خان الباشا الكبير وخان الباشا الصغير (شيدت مكانه عمارة أوقاف بغداد، وايضا خان الشابندر وخان السبتي). وفي السوق العريض يوجد (خان دلة الكبير) وخان (دلة الصغير) وخان مرجان (خان الأورطمة) الذي هو حاليا مطعم خان مرجان السياحي، وكذلك خان كبة، وخان مخزوم، وخان العدلية، الذي ادمج بالمدرسة المستنصرية، كذلك خان الباچچي المجاور لجامع الخفافين، كذلك خان أحمد أغا كركوكلي، في مدخل شارع الجسر من جهة شارع الرشيد واخيرا (خان جفان) وهو للسوق للصياغ والذي أنشأ مكانه سوق للبزازين وباعة الأقمشة النشائية وخان جغان تقترن معه قصة الصائغ اليهودي الذي كان يناقش صانعه الذي كان منهمكا بمنفاخ كورة الموقد لصهر الذهب، حيث كان هذا اليهودي يمثل قمة الاستعلاء والمنجهية حيث يخبز صانعه أن الجنة حصرا لليهود فقال له صانعه: (ابدالك استادي: ابقا، والمسلمين، ليش ما يخشون الجنة؟
فأجابه بغضب: (انفخ ولك انفخ، ليش الجنة خان جغان كل من يجي يخش بيها).