• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : غريبٌ بينَهم وهو سيدُهم..! .
                          • الكاتب : ايمان عبد الرحمن الدشتي .

غريبٌ بينَهم وهو سيدُهم..!

أَمِنْ العدلِ أيها الزمانُ أن تخونَ الصُحبة؟! أم مِن الإنصافِ أن لا تُهيَّمَ بصاحبِك العظيم! قُلْ لي أرجوك.
وأنتَ يا ذلكَ المكان؛ نعلمُ أنك ما زلتَ تحتفِظُ بذكرياتِ سيدِ الخلائق، وهَمْسِ الوحي، وحنينِ ذلكَ البيتِ العلويِّ الفاطميّ! وها هو ثمالُ الباقينَ يجوبُ في أرجائك، وبصوتِهِ الجامعِ لنبراتِ المُنتجبين، يُردّدُ التلبيةَ لدعوةِ الواحدِ الأحد!
قُولا لي بربِكما؛ يا أيها الزمان، وكذلك أنت يا أيها المكان الذي دُحيَتْ منه الأرض، أينكما عنه؟! أين حنينُكما؟ أين وفاؤكما؟ بل أين غيرتُكما؟!
هل قصّرَ بحقِكما؟
هل جفاكما؟ وهو في كلِّ يومٍ يصطحبُكَ يا زمانُ ليهيمَ على وجهِه، مُتَّبعاً أثرَ أهلهِ في سامراءَ، وفي الكاظميةِ، وفي طوسٍ، وفي كربلاءَ، وفي طَيبةَ وفيكِ يا ديارَ مكّة!
أما اليوم وهو يلبي نداء (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ...) فلقدْ اشتاقَ الحبيبُ إلى أخلّائه...!
في تلك الجموعِ التي تتناثر عليهم رحمةُ ربِّ البيتِ وغفرانُه، هو معهم!
يمشي بينهم! ليسعى معهم! ويطوف معهم! ويرمي الجمرات معهم! ويدعو لهم! ويحدثهم! ولكن لا أحد يعرفه! ولا أحد يراه! وكأنه غريبٌ وحيدٌ رغم أنه سيدهم!
يا أيها الزمان انطقْ! وأنت يا ذلك المكان اصرخْ! وأسمِعا صوتَيكما الحجيج...، قولا لهم أفيضوا على سيدِ الحجِّ من دعائِكم، مناجاتِكم، ومن حنانِكم وسلامِكم!
هل استشعرتم حال قلبه في يوم التروية؟ هل اكتوتْ قلوبُكم بدموع عينيه الساخنة، وهو يتراءى له -بل يرى- ركباً يشقُّ جموعَ الحجيجِ مُعرِّجاً إلى كربلاء! يتقدمهم سيدُ بني هاشمٍ الشهيدُ! هل ستُرددون معه حينما يقرأ دعاء جده الحسين (عليه السلام) في عرفة؟ لتستأنسوا بصوته الحنون، وبمضامينِ العبوديةِ الخالصةِ للهِ في ذلك الدعاء! أم... لربما سيقرأه بين الحرمينِ في كربلاء!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203917
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 7