والله لقد أصبحنا مع مرور الأيام نرى مشهدًا مؤلمًا تتكرر فصوله: أمةٌ، أو قل بعضًا ممن ينتسبون إليها، يدّعون حبّ محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم)، لكنهم يعيشون في سذاجة مريعة، أمة لا تُحسن التعقّل، ولا تُجيد الوعي والفهم، تخوض مع كل خائض، ولا تُحكّم عقلًا ولا عاطفةً رشيدة.
اليوم هو الأوّل من شهر ذي الحجة، من أعظم أيام الله، يوم زواج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من سيدة نساء العالمين، مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)، زواج النور من النور، الذي تفتخر به جميع الأمم من دون استثناء، وتُجلّه وتراه قامة من القامات، وعظمة من العظمات. أمة غير أمتك، يا صاح، قدّسته وعرفته حق قدره.
ثم تأتي أنت، فتنشر "ترندات" ساذجة، سطحية، تكشف ضحالة الوعي وتفاهة الذوق، ترندات تُظهر زواج النورين كقصة عاطفية هشة، لا تقل تفاهةً عن ما تُروّجه ثقافات فارغة كالبوليود أو "MPC"! أين عقلك يا موالٍ؟! أهذا هو فهمك لأقدس زواجٍ عرفه الوجود؟!
أفهم، وتبصّر، فهذه الترندات ليست عفوية، بل هي بدع أمريكية معاصرة، تسعى إلى تشويه جوهر المذهب، وتجريده من قدسيته، لتسويق نسخة مزيّفة، جافة، لا روح فيها ولا مضمون. وإن لم يكن كذلك، فقل لي: لماذا لا تصبح كتب القوم التي تُقرّ بفضائلهم ترندًا؟! لماذا لا يُنشر ما قاله علماؤهم عن علي وفاطمة؟!
أبصر، بصّرك الله. وافهم، فهّمك الله. وارفض كل صوت أو محتوى يؤدي إلى هتك هذا المذهب الجعفري، الذي سُفكت من أجله دماء ودماء، لا من أجل "مقاطع رومانسيات"!
|