غفى الكوكب الدريّ في حجر النبأ، انسلت الشمس، وسرت العتمة في الأفق، حين استفاق سأله: أقمت الفرض؟
-لا
مد عينه إلى ملك السماوات والأرضين، فاهتزَّ الكونُ لصدى دعائه، انحنت الشمسُ خجلاً، وعادت تُقبِّلُ الأفق من جديد حتى صلى.

أَنْشُدُكُم بِاللّٰهِ هَلْ فِي الوَرَى
غَيرِي فَتًى رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ

وَمَنْ غَفَا المُخْتَارُ فِي حِجْرِهِ
وَالقُرْصُ فِي الآفَاقِ يَنْدَسُّ

وَمَنْ صَحَا المُخْتَارُ يَسْأَلُهُ
عَنْ فَرْضِهِ وَمَا بِهِ الأُنْسُ

وَالشَّمْسُ غَابَتْ مَا لَهَا أَثَرٌ
وَالعَتْمُ فِي مَدِّ المَدَى يُرْسُو

حَتَّى دَعَا الجَبَّارَ خَالِقَهُ
فَرَدَّهَا وَانْدَهَشَ الإِنْسُ
__________