تحمل المواربة معنى الدهاء والمخاتلة والكذب والمغالطة، ويرى البعض أن (الأرب) هو الدهاء (الورب) هو الفساد وأغلب موازين المخادعة يشوبها التحريف من أجل صناعة معنى غير حقيقي، واستغلال كذبة مبتدعة لتغيير الكثير من الموروث الفكري.
هذا الكتاب من تحقيق دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي. مميزات الكتاب منذ صفحاته الأولى يميل إلى الغرضية من أجل إشاعة معنى الزور، حديث مروي عن (المسور بن مخرمة) قال سمعت رسول الله يقول وهو على المنبر أن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، نعم لا آذن، ثم لا آذن إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وأوغلت الرواية في صناعتها ليقول النبي حسب روايتهم، وأني لست أحرم حلال الله، ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدا، لننتبه إلى موضوع المخاطبة الحادة وهذا الأسلوب لم يتعامل به مع علي عليه السلام أبدا.
ذكر الحديث في صحيح البخاري و ليمرر الكثير من المصادر الموضوعة، هناك مغزى حديث (فاطمة بضعة مني يؤذيني آذاها) وفي بحث السيد علي الميلاني اعتبره حديثا موضوعا، والقضية كلها مختلفة والحكاية مفتعلة، يقصد من وراء ذلك التنقيص من النبي ومن علي عليه السلام والصديقة الطاهرة، الطريق الذي اتفق عليه أصحاب الصحاح كلهم وكان مصدرهم الوحيد هو المسور بن مخرمة يرى ابن أبي الحديد المعتزلي أن المصدر أن كان الزهري أو المسور هما من المنحرفين وكان يحيى بن عروة يقول كان أبي إذا ذكر عليا نال منه، وتذكر المصادر أن أغلب المحرفين ورثوا العداء لأهل البيت عليهم السلام، الزهري ابن قادة المشركين في بدر، والبعض يصل به الغباء أن يروي الحديث عن مسور عن زين العابدين عليه السلام، هل يمكن أن يحدثنا زين العابدين بحديث فيه تنقيص على جده الرسول وأمه الزهراء وأبيه أمير المؤمنين؟
الزهري يضع الحديث عن النبي وعن أهل البيت ليسهل على الناس قبوله، يستسهل الوضع عن لسان أهل البيت عليه السلام، أغلب المؤرخين يؤكدون أن مسور ولد بعد الهجرة بسنتين فكم كان عمره وهو يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل المسور وهو يرمي الكعبة بالمنجنيق.
المؤرخون يشيرون إلى الحدث المزعوم كان عمر المسور ست سنوات، فكيف يسمى محتلما، إشكال بالمتن وإشكال في السند، جميع من ذكر حديث الزواج أو تناقلوه هم من المنحرفين عن الإمام عليه السلام.
ابو هريرة/ عبد الله بن الزبير/ المسور بن مخرمة /وكان لمعاوية فريق متخصص في وضع الأحاديث مثل عمر بن العاص/ المغيرة بن شعبة / ومن التابعين عروة بن الزبير، عمر بن الخطاب يستاء من أبي هريرة كثرة الوضع ويقول له لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه آله وسلم، أو الحقك بأرض الدوس) والإمام عليه السلام يقول أن أبي هريرة كذاب، هذا الرجل متهم بالكذب على النبي وهو مصدر من مصادر حديث الزواج أو الخطوبة، يذكر أن المسور هو ابن اخت عبد الرحمن بن عوف، وابن الزبير ابن اخت صاحبة الجمل، وقيل أصر مجموعة من المؤرخين أن الرواية موضوعة، ويرى ابن شهر اشوب أن الروايات مختلقة ومختلفة ومتناقضة، وقيل أن جارية اتخذها الإمام علي من الغنائم فتصوروا أن الوشاية ستجعل النبي يغضب من علي على ابنته فدفع كبار الصحابة هذا الأمر لينقله (بريدة) إلى النبي وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يغضب على بريدة غضبا شديدا ويغضب على من بعث كتابه بيد بريدة، ومن دفع بريدة، وتحقق الخليفة الثاني في القضية مع ابن عباس، فنكرها ابن عباس وصارح الخليفة بأن الرواية موضوعة وحمله مسؤولية الوضع، والنقيب أبو جعفر محمد بن ابن أبي زيد رجل لا يمكن أن يتهم بالتشيع حسب وصف ابن أبي الحديد، قال أن الخليفة الثاني هو الذي أوحى للناس بأن النبي قد غضب من علي بهذه القضة، هل يقدم النبي إذا كان غاضبا عليه ان يأخذ بيديه إلى آية التطهير ليشهد على طهارته، كيف يفعلها وعلي عليه السلام قد أغضب فاطمة الزهراء، النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول لولا أن الله خلق عليا لم يكن لفاطمة كفؤ، وقال إن الله سبحانه وتعالى اختار عليا لفاطمة، فكيف يختار لها من يؤذيها ويضيمها.
يرى بعض المحللين أنها مجرد استشارة كانت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه أيضا فرية تدعم الفرية الأولى كونها فشلت في أداء مهامها وبعض المحللين يرى أن الزهراء اشتكت لأبيها من الثاني كونه يثير مثل هذه المشاكل في حياتها الأسرية، وليس من الإمام عليه السلام ويقول ابن عباس قيام الثاني بتدبر الفرية كلها، والمصادر جميع مصادرهم التي ذكروها هي التي عادت لتكتشف الفرية، والحقيقة أن الفرية تقول أن الخطبة المزعومة جرت في السنة الثامنة للهجرة، وحقيقة الأمر أنها كانت امرأة متزوجة من (عتاب بن أسيد) في هذا التاريخ، بحثنا في الكثير من المصادر لمعرفة الأسباب المرجوة من هذه الفرية، لماذا الخليفة الثاني حاول إشاعتها بقوه
حتى صده ابن عباس وذكره بغضب الله، أدركنا الغاية بعون الله سعيا لتغيير جهة التهمة الموجهة لمن أغضب فاطمة الزهراء عليها السلام (إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها)، القضية معروفة ومعروف من أغضب الزهراء، لكن هذه الفرية كانت تسعى لتغيير الوجهة، ليكون الحديث ضد علي عليه السلام بأنه أغضبها لكن موقف الزهراء عليها السلام ورضاها عن زوجها والدفاع عنه صار هوية لا يمكن نكرانها أو تحريفها
|