تجمع سِيَرَ الماضين على صهوة الضوء...

الخالدون من أول تاريخ المجد...
الغارسون جنائن الأبدية بشعاع اليقين..
حفروا على وجه الدهر السمو بالمسك الأذفر، نقشًا سرمديًّا 
قبلَ أن يحلقوا للسماء، فأبت صورهم أن تغادر.
_________________
استشهاد الزهراء ع
قبل أن أتجرد مني محلقة نحو القبر المخبوء لجوهرة العرش المكنونة، عليّ أن أخلع نعلي...
أنكس رأسي...
وأغتسل بالدموع...

قَوْلُ "اعْلَمُوا أَنِّي لِفَاطِمَةُ" الْبَتُو  (م)
لَةُ قَدْ (بَقَيَ) فِي كُلِّ ذَاكِرَةٍ يَجُول
 اقترح:  غَدَا 

وَعَلَى مَدَى الأَصْدَاءِ رَجْعُ أَنِينِهَا
وَيَعُودُ ذَاتُ الجَرْسِ يَسْأَلُ فِي ذُهُول

أَ حَسِيكَةُ الخِذْلَانِ أُوْقِدَ جَمْرُهَا؟!
وَالفِتْنَةُ العَوْرَاءُ قَادِحُهَا مَهُول

وَجَرِيمَةُ المِسْمَارِ كَادَتْ تَلْفِظُ الـ  (م)
ـأَنْفَاسَ مِنْ شَرٍّ وَمِنْ شَرَرٍ وَبِيل

الرِّيحُ تَعْوِي وَالجِرَاحُ تَئِنُّ مِنْ
حَنْثٍ وَمَنْ خُبْثٍ وَمَنْ غَدْرٍ طَوِيل

صَخَبٌ يُدَوِّي مِنْ فَمِ الأَحْقَابِ لَمْ
يَبْقَ هُنَا غَيْرُ المَآسِي وَالرَّحِيل

وَهُنَا الغُصُونُ تَكَسَّرَتْ وَتَعَفَّرَتْ
وَالمِسْكُ مِنْ أَوْدَاجِهَا قَسْرًا يَسِيل

أَحْنَى التُّرَابُ عَلَى الزُّهُورِ ضُلُوعَهُ
وَكَذَا السَّمَاءُ عَلَى مَوَاجِعِهَا تَمِيل
_________________
استشهاد جعفر الطيار ع
كان على سجلّ الأيّامِ أن يرتدي الوقار، ويمشي حافيًا بهيبة، قبل أن يطرق الباب مستأذنًا لزيارة الطيار...

 وَقَفَ الخُلُودُ بِكُلِّ فَخْرٍ يَنْظُرُ  
عَبْرَ المَدَى مَا بِالدِّمَاءِ يُسَطَّرُ  

فِي يَوْمِ مُؤْتَةَ وَالسُّيُوفُ تَمَاوَجَتْ  
وَالنَّبْلُ فِي قَلْبِ الوَغَى يَتَكَسَّرُ  

وَالرَّايَةُ النَّورَاءُ تَخْفِقُ لِلسَّمَا  
وَبِهَا يُجُولُ بِكَلِّ بَأْسٍ جَعْفَرُ  

وَيَدَاهُ تَلَمَعُ كَاللُّجَيْنِ وَسَيْفُهُ  
مِنْ نَحْرِ كُلِّ مُنَاوِئٍ  يَتَقَطَّرُ  

هُوَ سَيِّدٌ فَذٌّ جَسُورٌ قَائِدٌ  
عَنْ نُصْرَةِ الإِسْلَامِ لَا يَتَأَخَّرُ  

حَتَّى إِذَا اِشْتَدَّ النِّزَالُ وَقُطِّعَتْ  
مِنْهُ الكُفُوفُ وَنَبْضُهُ يَتَعَفَّرُ  

الوَجْهُ أَشْرَقَ قَدْ تَوَهَّجَ نُورُهُ  
فَسْلِ المَلَاحِمَ رُوْحَهُ تَتَذَكَّرُ 

بَطَلٌ يَطِيرُ إِلَى المُقَامِ مُخَلَّدًا  
وَبِجَنَّةِ الفِرْدَوْسِ إِذْ يَتَبَخْتَرُ