• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كربلاء هي كربلاء (مقامات دينية)  .
                          • الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني .

كربلاء هي كربلاء (مقامات دينية) 

  كنا نحضر اللقاء كل يوم في محل عطارته، محل صغير معزول في أطراف حي المعلمين الهادئ، وكان الأستاذ السيد عبد الرزاق حكيم يبتهج في الحديث عن كربلاء، أجده أحيانا يحزن وخاصة عندما نذكر مواضيع المقامات ويشعر أنها بحاجة إلى متابعة من قبل الباحثين، فكان الأستاذ يعد كتاب كربلاء في الذاكرة للدكتور سلمان هادي آل طعمه كتابا مهما، وكان يقول: 
ـ علينا أن نتابع الكثير من المواضيع المهمة التي جاءت في الكتاب ولم تتابع من قبل المؤرخين، فهو كان يعتمد على المنقول الشفاهي، وأنا كنت أتأثر كثيرا بما يقول الأستاذ وأريد أن أعرف أكثر، وأحيانا كنت أطلب التوضيح، قلت له: 
ـ أنا قرأت كتاب كربلاء في الذاكرة وأعجبني كثيرا وأكاد أن أحفظ تلك المعلومات عن ظهر قلب، وبعده ظهر بعض المؤرخين الذين أرخوا لكربلاء، أجابني: 
- ومع هذا يبقى تراث كربلاء بحاجة إلى متابعة تراثها بشكل أكبر وأكثر جدية مما ذكره الرواد. 
 أكاد لا أفهم ما الذي يقصده الأستاذ عبد الرزاق الحكيم فقال: 
ـ أتذكر مقامات كربلاء بعض المقامات الدينية المهمة مثل مقام (نخل مريم) كان المقام عبارة عن محراب صغير عبارة عن أحجار من الرخام على شكل مرايا مصممة على شكل نخلتين، قلت نعم لقد مر علينا في أكثر من أمسية، قال: 
ـ ومقام الحر بن يزيد الرياحي كنت أعرف أنه يريد أن يصل إلى موضوع مهم فهو أكثر المقامات ذكرها لي، ولم يترك لنا مقاما إلا وقد تحدث عنه، قال أعرف أنك تعرف حكاية مقام نخلة مريم، ووقوف مقام الحر بن يزيد الرياحي ومقام عمر بن سعد ومقام المهدي والمخيم ومقام الكفين الأيمن والأيسر، ومقام ابن الحمزة ومقام عون. 
 كنت أراقبه بحذر، وأجده منفعلا بعد ذكر تلك المقامات مقام ابراهيم، مقام ابن الفهد الحلي، مقام شير فضه، مقام علي الاكبر، مقام موسى بن جعفر، كلها مقامات نعرفها أنا وأنت والناس وتابعها المؤرخون والكتاب بعد مرحلتي كتاب كربلاء في الذاكرة. 
 لكن هل تعرف شيئا أو يعرف غيرك ما هو مقام الإمام علي عليه السلام في كربلاء وأين موقعه؟ 
 قلت صحيح لماذا لم يتابعه أحد، وأعجب أنه حتى الدكتور سلمان لم يبحث فيه كبقية المقامات وهو الموضع الذي نسب إلى الإمام علي عليه السلام عند مروره بكربلاء في حرب النهروان، حيث أقام في هذا المكان وصلى بالجيش وكان موقع المقام في سوق السراجين الموازي لشارع علي الأكبر قلت هل هذا كل ما لدينا عن هذا المقام؟ 
 أجابني بحزن نعم هو كل ما لدينا من مصادر ولا أحد يذكر شيئا عنه، وربما يشعر الناس اليوم أنه لم يكن من المقامات الحقيقية، فانتهى من الذاكرة، بينما هو مقام من المقامات التي كانت تزار، يسالني بحزن أكبر. 
- هل تعرف مقام رأس الحسين عليه السلام؟ 
 قلت كما أظن في الضريح المقدس قال أنا أحدثك عن مقام رأس الحسين عليه السلام  
- ذكر موقعه في بداية شارع السدرة مما يلي صحن الحسين عليه السلام على الجانب الأيسر هناك مسجد كان يعرف بمسجد رأس الحسين وهذا المقام أثري تذكاري وقال الكاتب عنه أن الراس المطهر كان قد وضع في ذلك المحل قبل أن يؤخذ إلى الكوفة وهذا الكلام موثق في كتاب التاريخ كربلاء وحائر الحسين للدكتور عبد الجواد الكلدار، وأنا أرى أن المسجد كان فيه تمثال صغير يمثل الرئيس الشريف، كان يحفظ هنا وتأتي التشابيه والمواكب إلى هذا المسجد صبيحة العاشر من محرم وتأخذ التمثال الرئيس الشريف لتحتفي به رمزا مؤثرا للمشاعر. 
 وهو عبارة عن مسجد صغير مرتفع عن الأرض وله سلم حوالي عشر درجات أزالته التوسعة، هذه المقامات إذا هدمها العمران لمتطلبات التوسعة لا بد أن لا تمحى من الذاكرة أن يكتب لها الكثير وعنها الكثير، كان حديث المقامات محزنا جدا ومؤلما، وحتى اليوم كلما أتذكر هذه المقامات وأتأثر مثل مقام أم البنين موقعه كان في رواق العباس الخلفي وكان هذا المقام يرتبط بعادة من العادات القديمة يقف الزائر وينوي ويطلب حاجة من أم البنين وهي ام العباس عليه السلام ثم يلصق التربة على الحائط افقيا فتلتصق وعندها يعلم أن حاجته مقضية أو أنها لم تلتصق يعلم أن حاجته غير قابلة للتنفيذ، ويسمى هذا الموضع ب(مقام أم البنين) وقد اندثرت هذه العادة بعد تجديد بناء الرواق، هذه المقامات لها طعم كربلاء والتراث كربلاء الذي لا بد أن يعتنى به في مشاريع التجديد والعمران وتغيير ملامح المدينة لا بد منها بسبب تزايد عدد الزائرين، لكن أن يبقى تراثها في الضمير هذه أشياء مهمة ورحم الله استاذي عبد الرزاق الحكيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=202017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20