• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : صوت الفروسية والولاء: الإمام علي (ع) في شعر أبي فراس الحمداني .
                          • الكاتب : محمد زيد ابوالقيس كهية .

صوت الفروسية والولاء: الإمام علي (ع) في شعر أبي فراس الحمداني

 المقدمة

كان ولا يزال المثل الأعلى لكل الشجعان والفرسان والحكماء عبر العصور وقد تأثر به عدد كبير من أحرار العالم انه فارس بدر وفاتح خيبر وبطل الخندق واسد الإسلام امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) واليوم في مقالتنا نتحدث عن تأثر الشاعر الأمير والفارس العلوي أبي فراس الحمداني بالامام علي (ع) ..

ابو فراس يركز عند ذكره امير المؤمنين(ع) على موضوع شجاعته وفضله وعدله وايثاره


ذكر الامام علي(ع) في القرآن

أقروا من القرآن ما في فضله * وتأملوه وافهموا فحواه

يؤكد هنا أبو فراس على أهمية قراءة القرآن بتدبر وتفكر وان فضل الامام علي (ع) مذكور في القرآن في مواضع متعددة وعلى المسلم ان يتأمل في تلك الآيات القرآنية الكريمة ويستلهم منها افكاره ..


لو لم تنزل فيه إلا هل أتى * من دون كل منزل لكفاه


ابو فراس الحمداني هنا يشير إلى سورة بعينها و هي سورة الإنسان ويقول لو لم يذكر فضل الامام علي(ع) في القرآن الكريم سوى في هذه السورة لكفى بذلك فضلا . وهذه بعض الآيات في سورة الإنسان في فضل امير المؤمنين(ع)
{ وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا }
{ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنكُمۡ جَزَاۤءࣰ وَلَا شُكُورًا }
{ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا۟ جَنَّةࣰ وَحَرِیرࣰا }


ويقول ابوفراس الحمداني في بيت آخر

من ذا أراد إلهنا بمقاله *: الصادقون القانتون سواه؟!

في البيت يشير الحمداني إلى الآية الكريمة من سورة الحجرات التي تبين فضل الامام علي(ع) وهو سيد المؤمنين

{ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ یَرۡتَابُوا۟ وَجَاهَدُوا۟ بِأَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِۚ أُو۟لئك هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }

ويقول الحمداني في بيت آخر
من خصه جبريل من رب العلى * بتحية من ربه وحباه؟!

وفيه إشارة إلى حديث الراية وقول النبي(ص) :(لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله) كما روي في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما الكثير..


علي(ع) كاتب القرآن


من كان أول من حوى القرآن من * لفظ النبي ونطقه وتلاه؟!

يؤكد ابو فراس في هذا البيت البليغ ان امير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) هو أول من قام بكتابة القرآن الكريم وهو أول من قرأ وتلا الآيات القرآنية وهذا فضل ما له من نظير كما فيه إشارة إلى أن امير المؤمنين(ع) هو أول من جمع القرآن الكريم ..


شجاعة امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

من كان صاحب فتح خيبر؟ من رمى * بالكف منه بابه ودحاه؟!

وهنا يشير الشاعر الفارس إلى خيبر وفتحها على يد امير المؤمنين(ع) بعد ان عجز عنه المسلمون حتى قال النبي (ص) (لاعطين الراية ...) الحديث كما يؤكد حادثة باب خيبر الذي اقتلعه علي (ع) ...


ويستمر الشاعر الحمداني في ذكر بعض فضائل مولانا امير المؤمنين(ع) ويقول
من عاضد المختار من دون الورى؟ * من آزر المختار من آخاه؟!؟!
حيث يبين ان الفارس الإسلامي الذي بقي مع النبي (ص) في جميع مشاهده ومواقفه هو مولانا علي(ع) وكان سيفه وحامل لوائه يشهد بذلك بدر واحد وخيبر كما يشير في البيت إلى حادثة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ومؤاخاة النبي (ص) مع الامام علي(ع) وهل بعد هذا من فضل ومنقبة ...

من بات فوق فراشه متنكرا * لما أطل فراشه أعداه؟


الفضائل والمناقب كثيرة للامام علي عليه السلام منها نومه في فراش النبي (ص) ليلة الهجرة لإخفاء الهجرة عن المشركين ويكون النبي (ص) في سلامة وأمن من أذى المشركين فكان علي (ع) ذلك البطل المقدام الذي نذر نفسه في خدمة الإسلام وحينما رأى المشركين الفتى الهاشمي انسحبوا لسببين اولهما انهم وجدوا عليا (ع) في انتظارهم فتوقعوا ان يصيبهم ايما إصابة والثاني انهم لما وجدوا أن النبي(ص) قد هاجر وهو صاحب الدعوة وكان هدف المشركين هو القضاء الكلي على الدعوة ولما لم يكن تحقيق ذلك كان القتال مع علي (ع) ليس له جدوى سوى اغضاب بني هاشم ابطال العرب
ويقول ابوفراس الحمداني في آل علي (ع)

وَفِتيَةٌ قَلبُهُم قَلبٌ إِذا رَكِبوا

يَوماً وَرَأيُهُمُ رَأيٌ إِذا عَزَموا

فتيان بني هاشم هم أصحاب الشجاعة الكبيرة وهم اهل البلاغة والفصاحة..


الغدير في شعر أبي فراس الحمداني

في قصيدته الهائية يقول الحمداني

إذ قال يوم (غدير خم) معلنا * من كنت مولاه فذا مولاه
هذا وصيته إليه فافهموا * يا من يقول بأن ما أوصاه

الغدير يوم يركز عليه وهو اليوم الذي قال فيه النبي (ص) " ألا ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه "

ويشير إلى الغدير في قصيدته الميمية أيضا فيقول

قامَ النَبِيُّ بِها يَومَ الغَديرِ لَهُم

وَاللَهُ يَشهَدُ وَالأَملاكُ وَالأُمَمُ

دلالة على الحشود الإسلامية الكبيرة التي كانت حاضرة يوم الغدير

دفاع الحمداني عن العلويون

لايُطغِيَنَّ بَني العَبّاسِ مُلكُهُمُ
بَنو عَلِيٍّ مَواليهِم وَإِن زَعَموا

أَتَفخَرونَ عَلَيهِم لا أَبا لَكُمُ
حَتّى كَأَنَّ رَسولَ اللَهِ جَدُّكُمُ

وَما تَوازَنَ يَوماً بَينَكُم شَرَفٌ
وَلا تَساوَت بِكُم في مَوطِنٍ قَدَمُ

وَلا لَكُم مِثلُهُم في المَجدِ مُتَّصِلٌ
وَلا لِجَدِّكُمُ مَسعاةُ جَدِّهِمُ

هذه الأبيات من ميميته المشهورة يدافع بها عن العلويين بقوة..

ويقول في تقريع العباسيين

أَمّا عَلَيٍّ فَقَد أَدنى قَرابَتَكُم
عِندَ الوِلايَةِ إِن لَم تُكفَرِ النِعَمُ

هَل جاحِدٌ يابَني العَبّاسِ نِعمَتَهُ
أَبوكُمُ أَم عُبَيدُ اللَهِ أَم قُثمُ

ويستنكر في بيت آخر تعامل العباسيين مع آل علي عليه السلام فيقول
بِئسَ الجَزاءَ جَزَيتُم في بَني حَسَنٍ
أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّهُمُ
وفي قصيدة ثانية يعدد فيه ذكر اسماء الأئمة(ع) يقول أبو فراس الحمداني
لست أرجو النجاة من كلما * أخشاه إلا بأحمد وعلي

وفي قصيدة أخرى يقول
شافعي أحمد النبي ومولاي * علي والبنت والسبطان

وما استعرضناه جزء من أبياته وفيها دلالة واضحة على أنه كان يرى في أمير المؤمنين فارس الإسلام الأول ويفتخر عندما يذكر ذلك فهو مولع ببطولات أبي تراب(ع) التي سطرها وبقيت خالدة ما بقي الدهر وشعره من السهل الممتنع وله ذائقة خاصة يميزه عن غيره من الشعراء وفيه نفس بطولي وشجاعة فريدة ..

كلمات بحق الشاعر
●"كان رأسا في الفروسية ،والجود،وبراعة الأدب " الذهبي
●"كان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ونبلا ومجدا وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة" الثعالبي

●"جمع أبو فراس إلى مكانة بيته وشرف محتده شخصية قوية فذة فأهله ذلك لأن يكون الأمير الجليل وأن يكون أكبر قواد سيف الدولة وأن يكون من أحب الشخصيات العربية إلى النفوس على مر الأزمان." محسن الأمين

الخاتمة

لقد عبر الشاعر أبي فراس من خلال شعره عن حبه الصادق للامام علي(ع) واهل بيته فكان صوته منبر الحق وصوتا مدويا ضد الظلم والطغيان إذ جمع بين الشعر والفروسية والإيمان والموقف ، عاش فارسا مقداما مدافعا عن الحق فرحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى..

المصادر
القرآن الكريم
صحيح البخاري
صحيح مسلم
ديوان أبي فراس الحمداني
اعيان الشيعة
سير اعلام النبلاء
يتيمة الثعالبي
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=201871
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 19