سؤال صدى الروضتين
(1)
المؤرخ والناقد د. -صباح محسن كاظم
أنطلق من السؤال الجوهري ماهو دور المثقف ..وما مسؤولية المثقف الإسلامي ، الكاتب ، المؤرخ ، الشاعر ، الفنان ومن يعمل بجميع الحقول العلمية والإبداعية. الأول ربما يعمل للترويج لذاته ومتبنايته وايديولوجيته ونمط من هؤلاء يعمل لوطنه .. فيما المثقف الإسلامي بكل تصنيفاته أعلاه عليه حمل رسالة إلهية إصلاحية بتبني عقيدته القرآنية النبوية العلوية المهدوية ونشرها والدفاع عنها قد يحصل له بحياته من لايسانده لايشجعه لايتفق مع رغباته أو مشروعاته فلا ينفر ولا يستكن ولا يتراجع ولايبدل موقفه لأن الهم الأكبر العقيدة السليمة وكل مايأتي من قضايا دنيوية مؤجل تحقيقها ولربما فيها مصلحة يجهلها من باب (لعل الذي أبطأ عني له علم بمصلحتي).. فإستياء المثقف من موقف ما لايجعله يدير ظهره للمشروع الإسلامي الذي يتبناه ، فالكليات أهم من الجزئيات.. المؤرخ والناقد د. صباح محسن كاظم
&&
(2)
القاصة هدى الغراوي
إن للسؤال المطروح احتمالين الأول لو أن الفرد كان صاحب عقيدة ثابتة وراسخة وحقيقية فمن المؤكد إن هكذا عقيدة لا يمكن أن تزحزحها الظروف الخارجية مثل آراء الوسط الذي ينتمي إليه بحجة الحرية والانفتاح والثقافة التي فهمت بمفاهيم خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان.
أما الاحتمال الآخر والذي نلاحظ ظهوره خاصة في هذه الفترة وبطريقة تدريجية تندمج مع مبررات كثيرة وللأسف إن أكثر المتأثرين بذلك هن النساء كون المرأة تنعطف أكثر من الرجل بمخيلتها وعواطفها وحب الظهور.
وهنا تدخل مرحلة خطرة جدا وهي مرحلة الوهم.
ولكي أكون منصفة سأتحدث عن المبدع بشكل عام سواء كان الرجل أو المرأة.
فالوهم الذي يجعل من المبدع التخلي عن القيم والمبادئ بحجج كثيرة منها إن عملي يتطلب ذلك. أو بحجة التحرر من العادات والتقاليد (والقيود الدينية) كما يطلق عليها بعضهم.
وهذه الوهم ينطبق على كل شخص يظن أنه في الطريق الصواب على الأقل. فتكبر هالة الوهم ليسمح لنفسه النفي والإثبات حسب هواه فما هي إلا فترة وجيزة تجده قد تغير تماما والأمثال كثيرة على هذا الموضوع فكم من نساء تخلين عن حجابهن والتزاماتهن الدينية وكم من رجل انجر إلى أمور الفسق وتسفيه الدين. فأصبحت عقيدتهم أوهن من بيت العنكبوت.
&&&
(3)
الكاتبة والاعلامية افياء الحسيني
إستياء المبدع قد يؤدي في بعض الأحيان إلى البحث عن طرق جديدة للتعبير عن مشاعره أو أفكاره، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انتقاله عن معتقد معين أو إلى إيجاد وجهة نظر جديدة،ومع ذلك، فإن ذلك ليس دائمًا، فقد يؤدي الإستياء إلى تعزيز المعتقدات أو التصميم على الوقوف في وجه التحديات التي يواجهها المبدع. في النهاية، يعتمد تأثير الإستياء على طبيعة المبدع والسياق الذي يواجهه ودرجة ثباته على مبدأه وشخصيته .
&&
(4)
القاص والباحث عبد الكريم صالح
الإنسان المبدئي مع معتقده الصحيح الذي يتماهى مع مراضي الله جل وعلا، لا يتزحزح قيد أنملة عن معتقده مهما كانت الظروف المحيطة به( لا يهادن ولا يداهن).
والله احياناً يبتلي الإنسان المؤمن ابتلاءات صعبة جدا كما ابتلى بها الانبياء والصالحين، فما زادهم ذلك الا رسوخاً في العقيدة.
&&
(5)
الكاتب تحسين فالح
المعتقد هو أصل السؤال بحسب الظاهر،
والفرق هنا في الإنزياح بين المبدع وبين غيره،
هنا يكون التنافس في البقاء على المعتقد (البقاء للأقوى) تجذراً في المعتقد، والمبدع أكثرُ ضعفاً (برأيي القاصر) من غيرهِ في التشبث بالمعتقد، والسبب هو كثرة الإبتلاءات في الإزاحة دون غيره، ف حبائل الشيطان أكثر وأقوى من حبائل غيره، والنفس و مآربها والناس وكثرة الإشارة، ولربما الإختلاط مع مبدعين بإعتقادات مزيفة
كل هذا وغيره، تجعلُهُ عُرضةّ للإنزياح دون غيره،
السؤال هنا من جديد هو عن الإستياء الذي هو حالة من حالات الإحباط، وهي موجودة حتى عند غير المبدع، من باب الإستياء، من تعمم اللصوص مثلاً، أو كثرة الفساد و غيرها من الإحباطات التي تصيب جميع صنوف أهل العقيدة الصحيحة، والصراع يقوى عند أهل الإبداع أكثر،
لكن يبقى الأساس هو العقيدة المبنية بأسس فطرية سليمة أولاً، و مرتكزة على الولاء المطلق لأهل بيت النبوة، وديمومتها هو عشق الحسين عليه السلام، و إروائها عن طريق الدموع التي تذرف لمصيبتهِ سلام الله عليه، وكلما زاد العشق زاد الثبات وانعدمت قدرة الإزاحة.
نسأل الله أن يمُنّ علينا بعشق الحسين عليه السلام
والثبات على ذلك العشق، وأن يجعلنا مبدعين بعشقهِ، حتى نستطيع أن نترجم عشقنا بإبداعٍ للعالم أجمع، إنه سميعٌ مجيب.
&&
(6)
د.عزيز جبر الساعدي
في محتوى السؤال بعدا نفسيا واجتماعيا يحكمهما المبدء، > علي الخباز: والمبدء عند المسلم وغير المسلم الكابح القادر على احتواء نوعية الابداع بكل مفاصله ،ولان طبيعة الانسان المتقلب مع تقلبات العصر بدءت تفرز نوعا من العاطفة المحملة بزخم من السرعة في الانجاز الابداعي الذي يرتبط بلا شك في التكنولوجيا وتزاحم الافكار وسباق الاخرين للشهرة احيانا وتسلق بعضهم ايضا للساسة وبعض الحكام (وتملقهم) ومحاولتهم كسر شراع المبدعين الاصلاء وذاك الذي يدعوا لليأس للأسف..هنا ترجع الاصالة للمبدء الذي تحدثنا عنه والمسألة بلاشك نسبية ،فمنهم من يسقط باول ضربة شخصية اجتماعية ومنهم من يقف بوجه الريح لان الخط العقائدي الذي تبناه لايمكن ان يتزحزح وخصوصا وان كتاباته وتأريخه الذي خطه مؤشر للثبات . رغم انكساراته العاطفية والاجتماعي قد اهتزت مع نفسه الا انه سرعان ما يقف مع نفسة للمسألة كونه مبدعا اولا وكونه انسان عقائدي تولته العناية الربانية بان يحافظ على مبادئه وقيمه بثقافة المعتقد ذاته ..اكرر واقول :
المبدء ورصانة الثقافة العقائدية ( قد تمرضه احيانا ولكنه لن يموت)
دعائي لمبدعينا بالثبات والإيمان من اجل المباديء السامية
&&
(7)
الكاتبة فاطمة السعيدي
هل لإستياء المبدع قدرة الازاحة عن المعتقد؟
نعم ، استياء المبدع من معتقد ما يجعله يرى سلبيات ذلك المعتقد ولا يرى إيجابياته ، إن الانفعالات النفسية تؤثر على تفكير المبدع لأنها لا تعطي العقل فرصة ترتيب الأفكار وتنظيمها للتخلص من التفكير الخاطئ ، فيكون هذا الاستياء كفيل على جر صاحبه إلى تغير معتقده خصوصاً إذا لم يكن وصل إلى مرتبة اليقين بمعتقده
أما إذا كان المبدع صاحب إيمان راسخ بمعتقداته ، لايكون لإستياءه أثر في ذلك
&&&
|