ماذا يعني ( تربوي ) ،وبما تسهم ( التربوية ) ؟
تسهم القيم التربوية في حفظ تماسك وقوة المجتمع، كما تحدد له أهدافًا ومُثُل عليا وأسس ثابتة تقوم بضمان انتظام حياة الأفراد والجماعات في أمان. تعمل القيم التربوية على ضبط وترشيد الثقافة والفكر، كما تقوم بتوظيفها في خدمة وتحقيق أهداف المجتمع .
قبل ان يتم دس الدخلاء على تظاهرات التربويين ، وقبل ان تتكرر عمليات القتل لابناء الشعب العراقي من الذين يطالبون بانصافهم ، وقبل ان يتدخل الطابور الخامس وتعم الفوضى ، وقبل ان يختلط الحابل بالنابل ، استمعوا الى مطالب خيار الناس التربويين ، فهم الشريحة الاهم في المجتمع العراقي بل هم اساس المجتمع ، وان اهملتم امرهم لن يكون هناك مجتمع اصلاً ، سيكون هناك هراء في هراء ، وجهل في جهل ، وتفكك وانتشار الامية ، نعم هؤلاء اللبنة الوحيدة التي لم تستطع عواصف الاغواء النيل منهم ومن مبادئم لانهم اهل العلم والنور .
قلتها سابقاً وفي عدة مناسبات ان من يستحق تحسين المعيشة ومن يستحق الراتب الاعلى اجراً في هذا البلد هو التربوي فقط ، وليس البرلماني او الوزير ، التربوي يقدم خدمة عليا للبلد والبرلماني يؤدي دور موظف حكومي عادي جدا يستطيع اي شخص ادائها ، وحتى الوزراء والدرجات الخاصة ليسوا افضل من التربوي ولن يكونوا بقداسته ومستواه ابداً ، والتباين واضح في الرواتب ونعلم من جعل هذا التباين ونعلم اسبابه ، واليوم حصحص الحق واطلقت هذه المؤسسة صوتها تطالب بحق لها مسلوب منذ عقود ، والامر معقود اليوم بناصية الشرفاء والمخلصين من ساستنا الكرام .
من غير المعقول ابداً ان نجعل التربوي يبحث عن عمل اضافي يسد من خلاله متطلبات العيش الكريم، ومن غير اللائق ايضا ان يكون هذا التربوي اقل شأناً من كبار الموظفين الحكوميين ، وخصوصا ان سقف مطالب التربويين ليس عالِ بل هم يطالبون بقليل من الانصاف عكس ما كنا نتوقع فهم يستحقون الافضل في كل شيء ولهم الحق في أي مطلب يرون انهم له بحاجة ، وكيف لا وهم من نعتمد عليهم الاعتماد كله في بناء الاوطان ، القوانين المفروضة الان فيها ظلم وفيها واقع مرير نحتاج الوقوف عنده ، نحتاج ان يكون هناك من ينظر بعين الوطنية الشاملة ويبتعد عن محاصصة الاحزاب التي استولت على خيرات البلد ورفعت اسماء الى عنان السماء وحطت من قدر مؤسسة هي الاهم على الاطلاق .
الوضع الراهن حرج جداً ويرجى الانتباه ، الوضع الدولي غير مستقر ولا الاقليمي ، وبلدنا جريح ومازال يعاني ، وقد اغتصبت حقوق لشرائح كثيرة ومنحت الى شرائح لاتستحق ، الاعداء يتربصون بنا من كل جانب ، الدسائس تم اعدادها ، وتكرار الكوارث كارثة بحد ذاته ، فلا تجعلونا نصتطدم بذات الحجر مرتين ، ابصروا الامر من زاويته الحقيقية ، وهي مؤسسة مظلومة تريد الانصاف ، انصفوها فورا بقرار رشيد وينتهي الامر فلا مجال لمماطلة ، ولا وقت لتخدير واجتماعات ولجان وتمحيص ، الامر سهل للغاية لو كانت الرؤيا وطنية ، وصعبة جداً لو كانت الرجعية هي من تقود .
انظروا الى هذه الجملة البسيطة التي قيلت في حق التربوي ( المعلم هو الشخص الذي يجعلك لا تحتاج إليه تدريجياً ) ،نعم والله انها جملة رائعة بحق اسياد الناس .
|