ثمة تفاصيل حثه على الخروج..
ركن الخوف على قارعة الزمن، وخارج يقاوم الطغيان بثورة شابهت ثورة جده.
هُوَ ثَائِرٌ نَحَتَ الإِبَاءُ يَقِينَهْ
أَنِفٌ وَيَرْجُو لِلأَنَامِ سَكِينَهْ
هُوَ عَالِمٌ هُوَ عَابِدٌ هُوَ نَاسِكٌ
هُوَ مَنْ سَقَى دِينَ الإِلَـٰهِ مَعِينَهْ
هُوَ ثَائِرٌ لِلْحَقِّ يَرْفَعُ رَايَةَ الـ
إِسْلامِ سَيَّرَ لِلسَّلامِ سَفِينَهْ
زَيْدُ الَّذِي للهِ أَعْلَنَ نَهْضَةً
عُظْمَى لِيَنْصُرَّ بِالدِّمَاءِ حُسَينَهْ
مَا هَابَ مِنْ حَرِّ السُّيُوفِ وَسَطْوَةِ الـ
ـطَّاغِي فَأَطْلَقَ لِلْجِهَادِ يَمِينَهْ
بَطَلٌ يُهَشِّمُ فِي البُغَاةِ وَبَارِقُ الـ
ـطُّغْيَانِ يَحْصُدُ بِالحُسَامِ سِنِينَهْ
فَمَضَى إِلَى حَيْثُ الخُلُودِ وَهَا بَقَتْ
ذِكْرَاهُ وَاضِحَةُ المَرَامِ مُبِينَهْ..
***
( شهادة الإمام السجاد)
بعد أن سقاهم مكارم الأخلاق غدروا به
فغادر الزمن الموحش نحو دهشة الأنس..
وَتَبْدُو اللَّيَالِي بِالشُّجُونِ مُكَرْبَلَهْ
يُصَلِّي بِهَا السَّجَّادُ وَالرُّوحُ مُثْقَلَهْ
تُمَزِقُهُ ذِكْرَى الطُّفُوفِ فَلَا يَرَى
سِوَى نُخْبَةِ الرَّحْمَـٰنِ صَرْعَى مُجَنْدَلَهْ
فَفِي قَلْبِهِ المَكْلُومِ كَمْ صُورَةٍ بَقَتْ
دِمَاءٍ وَأَشْلاءٍ وَنَوْحٍ وَأَخْيِلَهْ
يُعَالِجُهَا صَوْتُ المُنَاجَاةِ سَاجِدًا
فَيَزْدَادُ عِنْدَ اللهِ شَأْنًا وَمَنْزِلَهْ
يُقَارِعُ سَوْطَ الظُّلْمِ بِالذِّكْرِ وَالدُّعَا
وَكُلُّ مُنَاجَاةٍ عَلَى الجَوْرِ قُنْبَلَهْ
فَحَارَتْ بِهِ الأَعْدَاءُ حَاكَتْ لَهُ الأَذَى
وَدَسَّتْ لَهُ سُمًّا بِجُنْدٍ مُوَّكَلَهْ
فَغَادَرَ هَـٰذَا السِّجْنَ فَالكَوْنُ حَالِكٌ
عَلَيْهِ عُيُونُ الدَّهْرِ بِالحُزْنِ مُعْوِلَهْ
***
( سقوط الدولة العباسية)
سَأُخْبِرُ العُصُورَ القَادِمَةِ عَنِ الأَزْمِنَةِ الدَّاكِنَةِ كَيْفَ سَقَطَتْ..
كَانَتْ مَوْبُوءَةً بِاللَّهْوِ حَدَّ المُجُونِ
تُفَتِشُ عَنْ شَهَوَاتِهَا حَدَّ دَهْشَةِ غِيَابِ الوَعْيِ..
حِينَ دَبَّتْ أَقَدَامُ الضَّوضَاءِ عَلَى امْتِدَادِهَا
أُسْدِلَتِ سَوَاتِرُ الضَّعْفِ!
لَيَخْبُوَ نُورُهَا لِلأَبَدِ..
|