الكلمات حبيسة النفس رغم كثرتها وصخيبها ، الكلمات لاتستطيع ان تصف وتوضح الذي حصل ، والصمت قاتل ولا نستطيع تحمله ، الحدث جلل للغاية .

فليصمت من يحدثني بفخر عن امة العرب ، الامة التي تضحي برموزها وهي صاغرة وكل ردة فعلها رفع الحداد ! ، الامة المهزومة المفككة ، التفكك وصل لعقيدتها ولنخاع عظمها ، امة اصبح الانتماء لها مخجل ، سقط المتاع لم يعد لدينا مانحدث الاحفاد عنه ، لم يعد لدينا الحق بالحديث عن البطولة والرجولة والانتصار ، امتنا بين مطبع وبين خانع وبين من يبيع الشعارات الجوفاء ، امة عمياء ترى الحق وتزلفه خوفاً وجبناً .

افرحوا يا اهل غزة ولبنان ، لقد اعلنت بعض دول العروبة ودول الاسلام الحداد لثلاثة ايام ، وهذا هو ردها القوي ، هذا اقصى ماتملك وأكثر ما تستطيع تقديمه ، فهي بعد الايام الثلاث ستعاود الخنوع وتمد يد السلام لقتلة الشهداء وتطلب الرحمة ، سابقاً كانت تطلب السلام سراً مع بعضاً من الخجل من شعوبها ، الان لامكان للخجل فلقد بأنت الحقائق واضحة جلية انها دول ضعيفة بنيت على شفا جرف هارِ ، دول اقصى امنياتها المال والنساء والعربدة ، ديدنها النفاق والفتن ، والادلة واضحة وضوح الشمس .

عذراً منكم واطلب الصفح أيها الشهداء الابرار لا نستطيع تعزيتكم ولا نستطيع الاخذ بثأركم ، لقد اثبتم انكم فقط السائرون على طريق الحق ، اثبتم انكم فعلاً اصحاب الحقيقة المطلقة وغيركم ركام من الالسن الفارغة ، لكم الرحمة والمغفرة ، حسن خاتمتكم كان رائعاً بل عظيماً وهو مايتمناه المسلم الحق ، وهي ارادة الله التي ارادها لكم ، فهنيئاً لكم الفوز العظيم .

امتنا العربية اقترح عليكم البحث عن اسم اخر يليق بنا أكثر من اسم ( الامة العربية ) ، فلقد تطورت الامور واصبح الاسم مصدر عار وفضيحة ، ما رأيكم باسم ( امة الشجب والاستنكار ) ؟ .