لو جلست وبحثت وفكرت عن صميم وباطن ما يتخلل -الوفاء والتضحية- فلربما لم تجد في الخلق ولا في الكتب شيء يتعدى وفاء وتضحية السيدة أم البنين (عليها السلام) الذي تجسد في قول الشاعر:
غيرتج محد عرف سر محتواها...وين أكو مثلج مرة اتضحي بظناها
ويحلوا ذكر مثال عطر الجمال
ان السيدة أم موسى (عليها السلام) لولا ان ربط الله تعالى على قلبها لما ضحت بأبنها بدليل نص قوله تعالى
(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِۦ لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ) سورة القصص الآية ١٠
لكن السيدة أم البنين (عليها السلام) -بإرادتها فعلت تضحيتها- لأنها أدركت إمام زمانها حينما قالت أنا لا أسألكُ عن أبنائي بل أسألكُ عن الحسين (كلام يجب أن يحللَ لنصنع منهُ أرواحًا لإمام زماننا).
|