لكل نوع تدويني طرائق اجرائية تظهرقيم المرتكز المرجعي المعبر من حيث مقومات الولوج الى العمق الدلالي ولا شك ان مرجعيات متنوعة تستحضر جمل تأريخية بصياغتين الاولى لها خصوصية الانتماء الفعلي للتخصصات المتصدية للتحليل والثانية تقوم على مساعي شمولية متماسكة ستجعل من البحث مرتكزا لمستخلصات يقينية معرفية تحول عوالم كاتب آثر الحيوية فلذلك كان بحث الشيخ ( علي مكي الحبوش ) بعنوان ( ثورة النبوة على يد الامام الحسين عليه السلام )ويبدو ان اختيار عنونة بهذا الايضاح تعطي المفهوم العام لنوعية الاشتغال الكلي فكان البحث عبارة عن مجموعة جمل تدوينية تشكل عصب الرؤيا ، وعامل موضوعته معاملة الباحث المستقصي عن ابعاد كل عبارة يأخذ من الواقع التأريخي المضامين القادرة على رسم ملامح خطاب وطني ...أنساني ، ويؤكد ان مسيرة الحسين الثورية كانت موقعة بقرار نبوي مسبق باعتبارها ثورة نبوية ، ثم نجد ان الخطاب البحثي قد قدم مجموعة من القيم الضميرية التي يراها الباحث الجليل ويؤمن بها مثل ( طريق الحسين عليه السلام هو الطريق الاوسع لإستيعاب الأمة ،) رؤيا واعية تمثل وعي الامة ومستخلص احتياجها الحقيقي للواقع المعاش ، وبروح الباحث الناقد قدم التشخيص الوحدوي المناسب لجمع شمل الامة والذي يرتقي بالحالة الشعورية عبر الارتباط بالحسين عليه السلام ويحّمل العاطفة نفسها مسؤولية النهوض الفكري باعتبار ان ما حدث يعد من الامور التضحوية التي لاشأن لها بالانكسارية لتتعمق العوالم الروحية داخل ثيمات هذا الواقع ، فالنبي (ص) هو الذي اخبر العالم بمقتل الحسين عليه السلام وهذا الاخبار نفسه يخلق لنا عوالم استباقية تشكل معنى النبوءة وليصبح هذا الفعل شأنا تضحويا يعني لنا ان البنى المكونة منحتنا سيادة اليقظة الشعورية التي حولت الانكسار العسكري الى قيمة من قيم الترقي فكانت نهضة تتألق بتنوعات اجتماعية جمعت العبد بالسيد والرضيع بالشيخ والنصراني بالمسلم والعربي بالتركي مستندا الى قيمة المعنى العام لحضور الحسين (ع) وتتمثل به قوة التماثل للكمال الانساني وعنوانا مهما من عناوين الحياة حيث يتكأ على مسندات نصية واردة من الطيف الآخر ليستثمرها على شكل دلالات تعبيرية بمحمولات تأويلية واسعة مثل قوله ( ص) ( وما انتجبته لكن الله انتجبه ) وهذه دلالة ترتبط بالتعيين الالهي للأئمة الاطهار ، ومثل هذه الجمل الدلالية تساهم في خلق حيوية قراءة وخلق حراك شعوري وتتنوع في صيغ واساليب عرض النص لتقلل زخم المباشر ولتؤدي تلك البؤر الغنية الى فهم نوعية العلاقة ( الحسينية ) الى رسوخ المعتقد الر سالي الذي من اجله قامت محبة الحسين عليه السلام ، وكمعالجة تدوينية كان تنوع الخطاب النصي الى عدة محاور اسلوبية منها محور الموروث التأريخي المقدس لسيرة الحسين عليه السلام والمحورالآخر هو المحور الاستفساري ، مثل كيف سنقدم الحسين عليه السلام ؟ وكيف سندخل الى موضوعة الله سبحانه تعالى من باب الحسين عليه السلام ؟ وكيف سنحمل صرخة لااعطيكم في وجه الطغاة ؟ وكيف سنرفع راية هيهات منا الذلة ؟.، ثم نجد اسلوبا آخرا هو اسلوب التواقيع الوجدانية المهمة مثل 1) مذهب الحسين مذهب النبوءات ، 2) لانريد ان نرى عاشوراء مجرد دموع على طلل ، 3) عاشوراء دفقة القلب ، ومن التنوعات الاسلوبية يستحضر الباحث الاسلوب التعريفي فيعرف لنا الانتماء ومعنى عاشوراء ... فهو ليس ثمرة داخل التشيع بل هوية انسانية ويرى ان هرم الامامة الولاية وان اساس النجاح هو اتباعنا الحسين الذي هو الايمان بالله ، وبالرسول وبآل البيت عليهم السلام وعدم التعرض بالرموز، وهذه تفاعلات وطنية تنويرية تسعى لتصحيح المعلومات التي يشيعها اصحاب الوعي الناقص ، عاشوراء غير مخصص للشيعة بل حقيقة هو شعور وطني تحتفي به الشعوب وعاشوراء يمثل اليوم الوطني لجميع الهويات ، وقد عرض البحث تغطية مهمة وهي مثلما قدمت عروش البغي يزيد واعتبرته مبدءا وسعت لتاهيله للمواجهة ، نجد ان النبوة سعت لتركيز المسؤولية على عاتق الحسين عليه السلام ولذلك نحن نرى ان موضوعة الحسين (ع) هي الموضوعة الأصلح لجميع الشعوب والاختلاف لايرقى الى مابه من وجه الاجتماع والرسل وكان البحث عبارة عن خطاب ضميري استثمر الوعي في تشخيص محاور مهمة من قضية الاحتفاء بالحسين عليه السلام ، |