من مجموعتي" من طقوس المعنى"
لَاحَتْ ضِفَافُ الْمَاءِ
وَالْخَضْرَاءِ، وَالْحَسْنَاءِ
في قَلَقِ التَّهَجُّدِ،
فَانْهَمَرْتُ
وَجْداً، يُرَتِّلُ غُرْبَتي
مَا بيْنَ أَفْوَاجِ الْمَوَاويلِ الَّتي
فيهَا مَعَ الْوَجَعِ انْزَوَيْتُ،
...
أُمْسي، وَأُصْبِحُ، وَالْحِكَايَةُ رَثَّةٌ،
أَوْ مُرَّةٌ،
وَتِلَاوةُ الْحِنَّاءِ في جُدْرَانِ صَوْمَعَتي
تُعَابِثُ حِيلَتي،
وَالْمَكْرُ صَمْتُ
...
وَسَرَحْتُ في كَونَيْنِ أَحْضُنُ فيهِمَا
الدِّفْءَ الْمُمَلَّحَ بِالْمُروءَةِ،
وَالْمُحَلَّى بِالبَرَاءَةِ،
وَالْمُوَشَّى بِالنُّبوءَةِ،
وَالْمُنَدَّى...
والـْ...
وَلكِنْ، هَلْ كَتَبْتُ كَمَا قَرَأْتُ؟
...
عَيْنَاكِ وَحْيُ قَصَائِدي
وَقَرينُ قَافِيَتي الَّتي لَوْ شِئْتُ أَنْ
أَطَأَ الرَّدَى فيهَا اسْتَطَعْتُ
...
عُدْ، كَيْفَ رَاوَدَكَ الصَّدَى
يَا قَلْبُ؟
فَالْأَصْدَاءُ مِيلَادٌ، وَأَعْوَامٌ، وَمَوْتُ
دَعْ عَنْكَ ذَا
أَوَلَيْسَ في تِلْكَ الْأَزِقَّةِ
تُسْتَبَاحُ كَوَاكِبٌ،
وَيَغيبُ لِلْفُقَرَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ،
وَالْعُشَّاقِ صَوْتُ؟
...
أَوَلَيْسَ في أَفْيَائِهَا
تَلْتَفُّ أَجْنِحَةُ الْيَمَامِ؟
فَيَنْطَوي تَحْتَ الْمَدَى
وَلَدٌ وَبِنْتُ
...
لَاحَ انْهِمَارُ الْعيدِ يَزْجَلُ
في أَهَازيجِ الْمَعَابِرِ،
فَاسْتَتَرْتُ
مَابَيْنَ أَطْوَارِ النَّشيدِ،
وَغَرَّدَتْ تَحْتَ الضُّلوعِ بَلَابِلٌ،
وَتَمَايَلَ الصَّفْصَافُ يُعْلِنُ
مَا بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْقُبَلِ ارْتَشَفْتُ
...
خُذْني إِلَيْكَ هُنَاكَ يَا...
خُذْني، وَلكِنْ
هَلْ سَأَصْحَبُهُ بِمَا كُنَّا، وَكُنْتُ؟
...
لَا،...فَالْقُرَى جَفَّتْ،
وَيَحْسِدُ بَعْضُهَا بَعْضاً،
وَقوتُ الشَّمْسِ مَقْتُ
...
لَا،...فَالْقُرَى ...
وَتَصَحَّرَتْ أَرْوَاحُهَا ذَنْباً،
فَخُبْزُ النَّاسِ سُحْتُ
...
أَتَعودُ؟
لَا
إِلَّا إِذَا عَادَتْ إِلى أَحْضَانِهَا
الدُّنْيَا وَعُدْتُ
***
البصرة في حزيران، 2010
|