هناك عُلقة خاصة بين العباس والسيدة زينب "عليهما السلام" فهي منذ طفولة العباس جمعتهم أواصر الودّ الذي لايقاس بأحد!! فما أن شبّ العباس "عليه السلام" وبلغ مبلغ الشباب، تكفّلها، وكان يلازمها كظلّها، والى يوم الطف هو خيمتها الأهيب والأجمل، إذ عاشت سنيّ عمرها مع هذ الاسد الضرغام يحميها ويحرسها ، وهي تحنّ عليه حنين الام وكان يحبها محبة متميزة، فهذا العطاء من السيدة زينب وهذه البذرات التي كانت تبذرها بكل مشاعرها وحنانها وعطائها وحرصها، قد أثمرت وأينعت في روح مولانا أبي الفضل العباس"عليه السلام" فبان الوفاء حيّا نابضًا عند الشدة يوم الطف أكثر وأكثر!! فما أحوجنا اليوم إلى مَن يأخذ الدرس والعبرة من أمثلة بيت العصمة فنرى صنع كربلاء مثل العبّاس مخصص لزينب! فالعباس وزينب "عليهما السلام" هما مشروع إلهيّ يستطيع أي مؤمن ومؤمنة يحذو حذوهما لتؤتي كربلاء ثمارها في كل عصر بإذن ربها!! كما يجب أن يترك مشروع الكفالة العباسية أثرًا عمليًا في قلب كلّ مَن يبكي على العباس ويلطم صدره لأجله ليتقلّد الوفاء والغيرة والحمية، كما نتوق أن ينهل رجالنا من عطائهم وإيمانهم وفيضهم ونورهم، فليس كل النساء تدرك مقام زينب، ورغم ان العقيلة مصونة بالاسم الأعظم محمية بالبصيرة والتقوى فهي بلاشك مختارة لدورها في الطف بعد إعداد وتمحيص، ومع ذلك فقد كفلها أمير المؤمنين "عليه السلام" أخيها أبي الفضل العباس، فما بالك ونساء المؤمنين اليوم يفتقرن إلى مقومات الحماية والحصانة المادية والمعنوية لخلوّ الساحة من"عباس" يقتفي خطى العباس!!
ومن هنا كان فقدُ العباس ليس أمرًا هينا بالنسبة لمولاتنا "عليها السلام"
في وقت هي بأمسّ الحاجة إليه!
فهي تراه ظلها الذي يرافقها ويرعاها فهو صاحب الغيرة العلوية والهمّة الحسينية والحنان الفاطمي الزينبي كلها عُجنت في هذه الشخصية الإلهية، إنهُ أبو الفضل وكفى!!
|