سعادة كبيرة وفرح غامر يعم الروح عند كل جلسة من جلسات تلك الذاكرة المضيئة ، واغلبها كان يتسم بالحزن والالم ، لااحد يستطيع ان يتصور مقدارالوجع الكربلائي دون ان يتعمق بتاريخها ودراسة تلك الحوادث المؤلمة التي مرت على كربلاء ، ومع هذا الالم الذي كان يؤرقني من شدة الحزن ، كنت ارى ان وجود الاستاذ عبد الرزاق الحكيم هو نعمة لابد ان تستثمر ، ابتدأت الجلسة بحسرة من الحسرات الكبيرة وسؤال يكابد كل متأمل بالاحداث ، كربلاء العظيمة التي استطاعت ان تثبت للعالم سر انتماءها الى القوة والمنعة في جميع مواقفها ، ومع هذا تعرضت لغزو مباغت من قبل ابناء سعود ، طيب ما دور الحكومة العثمانية التي يفترض ان تدافع عن حامياتها ، أبتسم لي ابتسامته المعهودة وقال ، حين استولوا على مكة والمدينة وضواحيها قاموا بتهديم العتبات المقدسة ومراقد أهل البيت عليهم السلام بالبقيع واستولوا على الاملاك والخزائن وهدموا كل المباني التي كفروها ، صارت عندهم فكرة الاستيلاء على كربلاء ، أشعر أحيانا أني اشغله عن رزقه وادارة محله ، وكلما اقرر تقليص اللقاءات يأخذني زحام الاحداث الى المتابعة كونها تثير الكثير من الاسئلة ، وهو يعرف تماما ما اعانيه ، يقول هناك العديد من الاتفاقات فاختاروا المكان والزمان المناسبين فكان يوم الغدير يو م زيارة النجف حينها تكون المدينة خالية من الناس ، ارسل عبد العزيز النجدي ابن سعود على راس جيش يتكون من 12 فارس لمدينة كربلاء ،من جهة طريق النخيب ، ، قلت لأبد هناك تواطىء واضح أو اتفاق مع الحكومة العثمانية ، اجابني ، دخلوا جماعة متنكرين بزي الزوار وأتصلوا بحاكم كربلاء وكان اسمه ( عمر العثماني ) كان والي كربلاء العثماني وعقدوا معه اتفاقا سريا ، انسحب الجندرمة ( الشرطة ) بشجاعة من قبل والي كربلاء ، سألته بلهفة وماهو دوربغداد؟،أجاب :ـ لحظتها ضرب الطاعون بغداد وهرب حاكم العراق مع حاشيته الى ديالى ( الخالص ) وقد ابتعدوا عن المرض ،وحين علم بأمر الغزو ارسل علي باشا ) الى كربلاء ، وقبل ان يصل طويريج وصله خبر الغزو ، قلت ا الامر محزن وغريب ما عانته كربلاء ، الغرابة بان اي امر يتعلق باسم دين الله لابد ان تكون فيه الرحمة ، وهذا الحقد النجدي يدخل في معنى التعطش للدم وللغدر والسرقة وللخراب ، سلبية روح البداوة فيهم ، أكمل الحكاية المؤلمة دخل الوهابيون من محلة باب المخيم وفتحوا ثغرة بالسور وهاجموا اقرب باب من ابوابها ، واصبحوا الناس يهربون على غير هدي ، والوهابيون قتلوا أهل المدينة من دون رحمة ، وسرقوا كل دار ، ولم يرحموا أمرأة ولا طفل وشقوا بطون الناس قلت مندهشا الله اعلم كم كانت ضحايا كربلاء أجابني 6000 شهيد ،، اغلبهم نساء وشيوخ وأطفال ، اما الجرحى فيفوق العدد،التحقق بالامور التاريخية يجعل الفكرة أوضح ، لعلهم وضعوا الدين فخاخا يصطادون بها ، يسرقون باسم الدين يقتلون باسم الدين ، جاءوا كربلاء ليسرقوا ذهب الاضرحة ، حينها قال الاستاذ بغضب ، اقتلعوا القصب المعدنية ونهبوا النفائس والحاجات الثمينة من هدايا .. الملوك والامراء ، وسلبت شمعدانات الذهب وسلبوا السجاد الفاخر والمعلقات الثمينة والابواب المرصعة ، وجميع ما وجد داخل الضريح سحبوه ونقلوه الى الخارج حيث استشهد قرابة ال 50 شخصا بالقرب من الضريح ، و400 في الصحن ، قلت اسأل :ـ كم دام هذا النهب والسلب والقتل ،اجابني الاستاذ عبد الرزاق ، تقول الروايات ان كربلاء استبيحت لمدة 8 ساعات ، وهذا الوقت يكفي لتدمير دولة ، ، سألته استاذ اذا امكن اريد ان اعرف ، اين دور العشائر والمحافظات القريبة ، اجابني الرجل بكل هدوء :ـ أحد ابناء المدينة ذهب بجواده ودخل النجف ضاربا على راسه ، واعلمهم الخبر ، اثار غضب العشائر والاهالي هبوا لنجدة كربلاء جماعات ــ جماعات ، دخلوا المدينة وجدوها ابيدت تماما ، قلت استاذ أعتقد ان مثل هذا الامر الكبير لابد ان يظهر للناس بشكله الصحيح ، للاعلام للعالم مهما بعد الزمان ، القضية غير معنية بالتحريض بل بمصداقية التأريخ انصاف الناس ، هذا الحدث المؤلم اشعر وكانه من بقايا الطف واعتقد انه سمي بواقعة الطف الثانية ، لماذا سكت التأريخ عن مثل هذه الجريمة ، اين دور التربية ، أين دور المنابر والاعلام ، الان لابد من محاكمة تاريخية وما دام هناك صمت اعلامي سيجعل الحكومات تتشجع للتجاوز وستكون كربلاء هدفا لهذه الحملات اجابني بالم :ـ نعم سميت واقعة النهب السعودي بواقعة الطف الثانية
|