• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار مع أويس .
                          • الكاتب : رزنة صالح .

حوار مع أويس

 بين حرف صغير وأمنيةٍ عظيمة تسرد الأبجدية كلماتها ويوقع السكون عقدًا مع البوح،  وتقف  الأقلام وقفة  إِجْلَال على أغصان السطور،

عندما ودع  الليل  ساحة الغيوم  واستضافت  الشمس في  بداية السطوع، رأيت منزلا صغيرا،  وتعثرت بطرف عباءة صمتي بين يدي  التساؤل  أبحث عن نافذة تقودني إلى الدليل.
اقتربت من  ذلك  المنزل  فرأيت بأن الظلمة لا  زالت مسيطرة على سقفه الصغير!
وبين  جِدارهُ المتراكمة بالنور  وظلمة  الفجر  التي  لم تزح  اللثام  عن  المنطقة بالكامل سمعتهُ  يتحدث  إلى والدته ويقول:
-  أمي الطعام جاهز  فيمسك  بيديها  وفي  يديه  الأخرى رأيت  مصباح  ضَئِيل.
لينزلق  ذلك الضوء الصغير فجأة  من بين يديه، فيشهق  بحزن مرير.
- ما بك  يا بني؟
-  سقط  المصباح يا أمي كيف سنصل  إلى  الطعام الآن؟
-  أمسك بيدي فقد  اعتادت عيني الظلام
-  لتقوده إلى وجبة الإفطار ويردد  في  نفسه  الكفيف من لم  يعد يرى ببصره!
ثمة نور بين ظلمة هذه العيون، وحدهُ المؤمن  من يجعل بصيرته مُبصرة.
ليتآكل الحرف على ثغر أويس القرني فتسأله  أمه: لماذا  يسيطر  الصمت  عليك  يا بني؟
-  فيتعثر لسانهُ بين  خصلات  البوح، لا شيء يا أمي!
-  هل تطمع برؤية رسول  الله؟ لقد سمعت بأن  هُنالك حشد من  اليمن سوف يذهبون لزيارته.
-  نعم يا أمي أشتاق إليه ولكني  لن أذهب فلا يوجد من يعتني  بكِ في غيابي!
-  لتصمت الأم...
-  وبعد مرور أعوام طويلة
يموت النبي  صلى  الله  عليه  وآلة وسلم.
ويصل الخبر إلى أويس بأن  هُنالك  من  يبحث  عنهُ  في مكة بين أفواج الحجاج.
-  وذات يوم رأيتهُ وهو راجع من الحج  يمكث  تحت نخلة على طريقة الكوفة.
كانت البهجة مستعمرة كُل جزءً  في ملامحة حتى ضننت بأنها ولدت من  بين  تجاعيد شفتيه.
-  أويس حدثني عن سبب سعادتك؟
-  قيل لي اليوم بأن النبي قد تحدث عني؟وبأن  الوحي زارهُ باسمي ووصفني حتى بات من سمع  وصفه  يبحث عني  بين  أفواج  الحجاج  كل عام.
وكان  بقية  البرص  العالق  على  ظهري  دليل للباحثين.
-  ولكن  لماذا  يبحثون عنك!
-  لكي  استغفر  لهم، فقد قال لهم  النبي بأن  من استغفر له يغفر له.
-  وإلى أين تمضي يا أويس بيدين خاليتين، لا طعام  أو ملبس أو مال يساعدك في  السفر؟ الست من  تحدث عنه النبي؟
-  أني ذاهب إلى الكوفة ولا حاجة لي بغرض  الدنيا  ما دام الله قد بشرني بالعظمة في الأخرة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=184320
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15