المُسلِمُ على منشأَينِ:

     - فمَنشأٌ قلبِيٌّ إِيمانيٌّ صادقٌ بإِخلاصٍ وعقيدةٍ وتفانٍ رائدُه وسيدُه ومنارُه رسولُ اللٰهِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، وآلُ بيتِه (عليهِمُ السلامُ) ، وصحبُه المُخلَصين (رضِيَ اللٰهُ عنهم أَجمعين) ، ومَن سار على هَدْيِه ، وانتهَجَ سبيلَه.
     وهذا الصِّنفُ لن يختلِفَ أَفرادُه فيما بينَهم ، ولن يتقاتلوا البتَّةَ ؛ لأَنَّه ذو قِيَمٍ عُلَى ؛ فالحياءُ أَساسُه ، والقناعةُ هدفُه.

     - ومَنشأٌ لسانيٌّ نفاقيٌّ كاذبٌ بتحايُلٍ  وضغينةٍ وتربُّصٍ رائدُه وسيدُه ومنارُه أَبو سفيانَ والمنتهِجون نهجَه ، الراضُونَ فِعلَه.
     وهذا الصِّنفُ يَختلِفُ أَفرادُه فيما بينَهم ، ويتقاتلُون حدَّ التدميرِ والتشريدِ ، والإِفناءِ والإِبادةِ ؛ لأَنَّه ذو قِيَمٍ دُنَى ؛ فعدمُ الحياءِ أَساسُه ، وبلا قناعةٍ هدفُه. 

     المسلمون الآنَ يتصارعون والسودانُ مِثالٌ. ونحن مِن قبلُ ، والآنَ ، ومِن بَعْـدُ يُريدُ بعضُنا الدنِيءُ الفاشلُ (سُفيانيًّا) أَن يُبيدَ أَخاه ولو كان ذا نجاحٍ (مُحمديًّا) !