توثَّقُوا أَميرَ المؤمنين عليًّا (عليهِ السلامُ) بوصفِه عندَ النبيِّ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) إِذ قال عنه: ((يا عليُّ مَنْ قتلكَ فقد قتلَني ، ومَنْ أَبغَضكَ فقد أَبغضَني ، ومَنْ سبَّكَ فقد سبَّني ؛ لأَنكَ منِّي كنفسِي ، وروحُكَ مُن رُّوحِي ، وطينتُكَ من طِينتي ، وإِن اللٰهَ عزَّ وجلَّ خلقَني وإِيَّاك ، واصطَفاني وإِياك ، واختارني للنبوة ، واختارك للإمامةِ)).
إِذًا ؛ تُوَثِّقوا الحقَّ من الباطلِ ، والعالِمَ من الجَاهل.
لَكُمُ الأجرُ معظَّـمًا بمصابِ أميرِ المؤمنين عليٍّ بنِ أَبي طالبٍ (عليهِ السلامُ) الذي فاز وما خسِرا ، إِذ قضَىٰ صائمًا لا مُفطِرا ؛ فنال رضا اللٰـهِ مُكرَّمًا مُنتصِرا بعد سيرةٍ مبدَؤُها وِلادتُه في مقصَدِ الصلاةِ وكعبتِها ، وومنتهاها اغتيالُه في مِحرابِ الصلاةِ وقبلتِها ؛ فهو قرينُ الصلاةِ وشرطُها ، ويدُ النجاةِ وخطُّها ، والأُذُنُ الواعيةُ وقُرطُها لِمَنْ تعقَّل وآمن ؛ فأَبصرا.
صباحُكم عهدٌ منكم لأَميرِ المؤمنين (عليهِ السلامُ) أَن تُواسُوهُ بطاعةِ اللٰهِ سبحانَه ، ورسولِه (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، وبالقرآنِ تعاهُدًا وعِلاقةً واهتداءً وعملًا ، وبسيرتِه الفُضلَى وعلمِه الزخَّارِ اقتداءً وفِعلًا ؛ فقد ضُرِبَ قتلًا فقال: (فُزتُ وربِّ الكعبةِ) ؛ لأَنَّ الموتَ قد أَدركه وهو على سلامةٍ مِن دينِه ، وفي رضًا من اللٰهِ ورسولِه ؛ لذا لا فوزَ لنا خلفَه إِلَّا بسلامةٍ لنا من دينِنا ، وبرضا اللٰهِ ورسولِه عنَّا.
|