بعد نشري مواضيع عدة في صدى الروضتين، صار بعض الأصدقاء يبعثون اليّ برسائل تحمل همومهم، والغريب بالأمر أن أغلب تلك الرسائل يائسة لا تحمل روح الشباب وحيويته، هل يُعقل مثلًا لشاب في مقتبل الحياة ان ينعزل عن العالم ويغلق على نفسه بابًا تمنع مرور اي نسمة من نسمات الحياة الجميلة؟ ويبكي بحرقة ويفقد الثقة بالآخرين؟ كل هذا لأن انسانًا في هذا الكون الفسيح عجز ان يبادله الشعور، غضب وثار واحترق حد الألم وفكر تارة بالانتحار وقتل نفسه او حرقها وتارة بالهجرة عن البلاد والابتعاد عن الاهل والاحباب، كل هذا لأن انسانًا في هذا العالم عجز ان يحتوي مشاعره وهواه!!
أيعقل ان يسلخ انسانيته ويحكم على حياته بالاعدام حتى يظهر للناس بحلة الانكسار والحزن ليقول الناس عنه: (خطية) او ليريهم الاذى الذي يعانيه، كيف تتحول مشاعر المودة بهذه البساطة الى كره وسوداوية وندم لعشرة الناس بالمعروف، ولعن الايام الجميلة وتشويه جمالها.
كتبت له: صديقي لا شيء يستحق ان تتألم او تندم او يجعلك تنسى الفرح وانسانيتك واحاسيسك، عليك يا صديقي ان تنهض وتخبرهم ان انسانيتك اكبر من ان تيأس اثر تجربة عابرة محكوم عليها بالفشل قبل ان تولد، الحياة ما زالت بأولها والامل بالله والثقة بالنفس تعوضك بالأطيب والاجمل والاوفى وتجعلك تعيش السعادة بأجمل ما يكون وتعرف حينها ان لا شيء يستحق ان يسرق من شفتيك ابتسامة المودة والحياة.
|