زاد البارحة

مَازَالَ في شَفَتَيَّ زَادُ الْبَارِحَةْ،
قَلَقاً تُقَلِّبُهُ أَمَانٍ كَادِحَةْ
...
زَادٌ إِذَا جَمَعَتْهُ ذَاتَ شَهَادَةٍ،
نَثَرَتْهُ خَلْفَ الْغَيْبِ فَوْضَى الْمَازِحَةْ
...
هَامَتْ بِتَقْوَاهُ الْمَنَاسِكُ،
فَاصْطَفَاهُ الْغَيْمُ غَيْثاً لِلرِّمَالِ النَّازِحَةْ
...
طَافَتْ بِهِ الْأَسْمَاءُ سَبْعاً 
مُذْ مَضَى 
يَهْجُو أَسَاطِيرَ الْقُرُونِ اللَّافِحَةْ
...
يَا أَسْمَرَ الْأَشْيَاءِ
كَيْفَ تَعَطَلَّتْ لُغَةُ الْغَرَامِ وَرَاءَ كَيْدِ الْكَالِحَةْ؟ 
...
دَعْ عَنْكَ "أَيْنَ"،
وَأَنَّ "كَيْفَ" إِذَا سَعَتْ
لَا تَسْتَمِيلُ صَبَابَةَ ابْنِ الْمَالِحَةْ
...
لَا عُمْرَ لِلْمَهْجُورِ في أَرْضِ الْعِرَاقِ،
اعْذِرْهُ،
أَوْ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ الْفَاتِحَةْ
...    
أَوْ دَعْهُ يَشْرَب مِنْ فُنُونِ صَدَى الْجُنُونِ
لِيَتَّقي شَيْطَانَ صَوْتِ النَّائِحَةْ
...
هُوَ هكَذَا الْبَصْرِيُّ يَسْكَرُ كُلَّمَا
مَرَّتْ بِسُمْرَتِهِ مَرَايَا الصَّابِحِةْ
...
وَسَقَتْهُ مِنْ لَأْلَائِهَا كَأْساً عِرَاقِيّاً
تُهَـدْهِدُهُ  الصُّـدُورُ الْجَــامِحَةْ

إِعْشَقْ، 
صَدَى الْعُشَّاقِ شَاءَكَ عَاشِقاً
إِعْشَقْ، تُبَايِعْكَ السَّمَاءُ السَّابِحَةْ
...
فَقَبِيلَةُ اللَّا عِشْقِ قَاحِلَةٌ،
بِلَا لَوْنٍ،
وَلَا طَعْمٍ،
وَلَا مِنْ رَائِحَةْ  
***