سألت المعلمة أحمد: ماذا تحب أن تكون عندما تكبر يا أحمد؟ أجاب أحمد: أحلم أن أكون مهندساً زراعياً لأملأ الوطن بالأشجار والثمار، والناس يأكلون من خيراته.
سألت المعلمة ماهر: وأنت يا ماهر.. ماذا تحب أن تكون عندما تكبر؟ أجاب ماهر: أنا أحب أن أكون ضابطاً كبيراً في الجيش؛ لأحمي الوطن من شرور الأعداء، ولينعم الناس بالحرية والأمان.. وعندما تعرضت مدينتهم الى هجوم الأعداء هبّ رجال المدينة لمؤازرة مقاتلي الحشد الشعبي والدفاع عن مدينتهم.
وقرر الأهالي عدم ترك بيوتهم أبداً إلى آخر نفس..
واشتد القصف وانتشر الرعب بين الأهالي..
نظر ماهر الى صديقه احمد: هل أنت خائف من الارهابيين يا أحمد؟ أجابه أحمد: انهم وحوش كاسرة، أنا أكرههم؛ لأنهم يقتلون الورد، لا أعرف لماذا يكرهون الارض والناس؟ لماذا يحرقون دائماً الشجر، ويهدمون البيوت، ويريدون أن لا يروا حياة على الارض، كل شيء يريدونه خراباً.
حلمت ليلة أمس بأني كبرت وأصبحت مهندساً زراعياً، رحت أزرع الأرض من جديد، كبرت الأشجار وحملت أثماراً ليأكل منها الإنسان ما شاء الله، كنت أعمل وأنا فرحان، قال ماهر: أنا أيضاً حلمت كأني في ساحة القتال أحمل وردة، وأسددها في صدر الأعداء، والوردة ترمي (طاق.. طاق..) والأعداء يتساقطون جثثاً بلا روح، صحوت حينها وأنا أضحك..! مقاتل يحمل الوردة بندقية والوردة تقتلهم..!
ضحك ماهر وقال: ما رأيك لو نكبر الآن يا أحمد؟ أيعقل أن يتعرض وطننا وأهلنا للخطر، ونبقى نحن أطفالاً نحلم ماذا سنكون حين نكبر؟ لماذا لا نحلم الآن؟ ماذا نقدم لبلادنا؟ تعال معي لنزرع شتلة عند كل شجرة يحرقونها، ونشارك في حملات بناء البيوت بما نقدر.. أجابه ماهر: انها فكرة جميلة، ابي يقول: البناء هو خير وسيلة للدفاع عن الوطن.
|