• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فوائد لغوية  العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

فوائد لغوية  العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام

 العباس
العباس: اسم من أسماء الأسد، نقل من ذلك المعنى، وسُمي به إنساناً، رمزا للشجاعة، وتفاؤلا بالبطولة، فوزانه: فعّال- بالتشديد - وهو صيغة من صيغ المبالغة مشتق من الفعل (عبس، يعبس، عبساً) فهو عابس وعباس ومعناه: الرجل المتجهِّم الوجه، المقطب ضد الصبيح الوضيء المشرق. 
وقالوا: يوم عابس وعبوس أي شديد. 
ليس بالضرورة أن يكون صاحب هذا الاسم عبوساً متجهماً كالأسد الكالح المكشـِّر عن أسنانه غضباً على عدوه، فقد سمي (العباس بن عبد المطلب) بهذا الاسم، ولم يرد في وصفه بأنه كان عبوساً، بل كان طويلاً جهوري الصوت. كذلك لم يرد وصف التجهم في (العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب). 
ووصف قمر بني هاشم بدل العبوس والتقطيب لأنه (كان رجلاً وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهّم (المطهّم: تام الحسن/المنجد) ورجلاه تخطان في الأرض) (مقاتل الطالبيين ص84) ووصفه الشعراء بالضاحك المتبسم، ووصفوا أعداءه بالعبوس قال الحلي السيد جعفر- من قصيدة -:
       بطلٌ تورّث من أبيه شجاعة     ***   فيها أنوفُ بني الضلالة ترغم
       وقعَ العذابُ على جيوش أمية    ***   من باسل هو في الوقائع معلم
       عبست وجوه القوم خوف الموت ***  والعباس فيهم ضاحك متبسِّم
وقال المرحوم الشيخ عبد الحسين الحويزي - من قصيدة -:
                 في الهاشميين زاهٍ وجهه قمراً      إذا دجا النقعُ يوماً فهو كاشفه
أبوه حيدرة من قبل علـّمه          ضرب الشجاعة مذ شبّت معاطفه
ولعل أمير المؤمنين علياً (ع) استشف من وراء الغيب ما سيكون عليه ولده (العباس) من شدة البأس، إذا التقى الأبطال واشتبكت الأسنة في حومة الوغى، فسماه بهذا الاسم تفاؤلاً، وقد كان له ما أراد في العباس عليه السلام، حيث ولدته الفحولة من العرب، كما اشترط ذلك في اقترانه بأم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية، فأنه ليس في العرب أشجع من آبائها كما قال ذلك (عقيل بن أبي طالب) وفي آبائها يقول القائل :
           نحن بنو أم البنين الأربعة  ***  ونحن خير عامر بن صعصعة
الضاربون الهام وسط المجمعة
فولدت له أم البنين خير أبطال العرب وفرسانها (العباس وإخوته) حيث تركوا أثراً لا يُمحى، وذكراً لا ينسى في واقعة الطف التي ظل صداها يتردد بين الأجيال المتعاقبة وفاء للأخوة الصادقة في أحرج مواقف الوفاء، فكانت تلك الوقفة مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام درساً بليغاً، ومثالاً رائعاً، قلَّ أن يأتي التاريخ بمثله...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155440
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15