المطر ليس في كل حالاته جميل، أحياناً يعبث بالخاطر وخاصة عندما يكون في شتاء قارس البرد، الفقراء ليس لديهم مظلات، ويظهر امام الناس رجل واقف كالصنم وسط الطريق بملابس رثة بللها المطر لا يتحرك، والبعض يتأفف لرؤيته، احدهم جرحه بسؤال: أليس لديك ملابس افضل؟ هو لا يقبل أن يأخذ مالاً من احد لكنه على ما يبدو يشعر بانه انسان حاله حال غيره، لماذا يطرد من أي محل يدخل فيه، المتسولون لا يدخلون مثل هذه المحلات، المتسولون عليهم أن لا يتواجدوا مع البشر، لكني لست متسولاً، انا فقير.
انتهت جولته ودخل الى احد الفنادق الضخمة ركض موظف الاستقبال وصاح به: اخرج، يمنع التسول هنا رجاء..! نظر اليه المتسول الذي ما مد يده لأحد، وأخرج من سترته مفتاح افضل جناح في الفندق وهو يصعد السلم ويقول: جهزوا لي سيارتي..!
أشياء صعبة التفسير على ذهنية موظف الاستعلامات، ولا يجد لها فضولا يحتويها، نزل بعد برهة بمنظر اخر وبهيئة أخرى بدلة فاخرة وربطة رجل اعمال كبير، سأل موظف الاستعلامات: كم مرتبك؟ وهل يكفيك؟ هل تريد زيادة؟ فأجاب الموظف: ومن منا لا يريد؟ فقال الرجل: أليس التسول ممنوعا هنا..؟
المشكلة انكم ترتبون الناس حسب أموالهم، سبحان من بدل سلوكك معي في دقائق، اني ارتدي ملابس الفقراء؛ كي اشعر بشعورهم كي احس بمعاناتهم، كم انتم قساة قلوب لا تحترمون الفقير، وكأنهم عار يطردهم الجميع يعتبرهم قذارة، وانتم في طبعكم التسول.
اسمع يا اخي، إن لم تساعدوهم فهذا شأنكم، ولكن لا تحتقروهم، فالكلمة الطيبة صدقة، وذهب دون ان ينظر اليه .
|